عندما تقترب النهاية …
عندما يشعر الإنسان باقتراب نهايته ويبلغ ذروة فشله في الحياة وتنكشف جميع الأوراق وتتساقط الواحدة تلو الأخرى يبدأ بالبحث عن طرق لتبييض آخر صفحات تاريخه الأسود المخزي بعناوين رنّانة وخِطابات لم تعد تخدع أحداً!
يا محتلّي الكراسي أيها المجرمون الوقحون، هذا الشعب الذي خذلتم وتخذلون على مدى سنوات وصل الى درجة من الخيبة والقرف تتخطى الإستسلام أصبح خيالات تتصارع على لقمة وليست متأكدة إذا كانت ترغب بالحياة أم تفضّل الموت الرحيم من خلال إحتلال جديد لأرضها وإدارة جديدة لشؤونها. لكنّ هذا الموت الذي يرغب به شعبكم ليس بقريب، بانتظار مخططات للمنطقة لا كلمة لكم فيها ولا رأي.
أوقفوا مسرحياتكم المستغبية لعقولنا ومهازلكم اللا متناهية حول من يقرر مصيرنا لأنه ليس خفياً على أحد أنكم مجرّد دمى تحرّكها أيادي من يديرون هذا الشرق ويستفيدون من ثرواته. يملؤون جيوبكم بنسبة من الأرباح لتصمتوا على شفط ما يريدون شفطه وهو من حق شعبكم.
أوصلتمونا الى القعر ومع ذلك نستمر ليس لحبنا للحياة بل من أجل من قتلتم وتقتلون بسبب إجرامكم وموت ضمائركم وتخليكم عن طبيعتكم الإنسانية فأصبحتم من فصيلة غريبة من المخلوقات اسمها “سياسي لبناني” تتسم بالوقاحة من دون حدود والتعنّت والتمسك بالكراسي مهما كان الثمن ولو حتى على جثث شعبها. نحن مستمرون بكل ما أتينا من قوّة وعين الله ترعانا لأن لبناننا قد يكون نقطة على خريطة العالم وفاصلة في مخططاته لترسيمة الشرق الأوسط لكّنه أرضنا وأرض شهدائنا وتحت هذا التراب دفناهم ودفنّا معهم قلوبنا ومن أجلهم سنحارب. فالحقيقة مهما طالت ستُكشف وحبال المشانق إن لم تلفّ على رقابكم المدعوسة على هذه الأرض ستلف عليها في جهنّم التي سمحتم بأن نصل إليها ونحن أحياء.
اليانا بدران