غابت عني الذكريات!
يتساقط الأصدقاء والأحباء حولي كورق الخريف الأًصفر.
لم يبقَ في الضيعة التي ابت ان تخلع ثوبها القديم، سوى الدرج العتيق الذي ما زال يتمتع ببياض النسيم، وصفاء الفجر، وسحر القمر.
الذكريات تحوم من حولي، تخترق سريري، تداعب احلامي، منها المفرح ومنها المبكي، أتخبط تحت اللحاف، خوفاً ورعباً من الآتي، او بحثاً عن صدر أمي، كي أشعر بقليل من الطمأنينة والهدوء.
الى اين تذهبون ايها الأصدقاء، ولأي غاية او هدف أو مصير، نحو اي كوكب آخر، اختارها لكم المجهول.
هل هناك من شمس، من نسيم عليل، هل هناك انسان آخر مطوق بالحب، والاخلاص والتفاني، بعيداً عن كل المآسي التي تحدث على الارض.
رغم النور ما زلنا هنا نعيش رحابة الظلام.
فجأة استيقظت من كوابيس الليل، ودوامة العراك لأجد موج البحر يجتاحني، يبتلعني، بعدها فقدت السيطرة على نفسي وغابت عني الذكريات.
جهاد قلعجي