فراغ الجيوب من خيبة الشعوب!
تاريخنا فراغ نأبى أن نسدّه الا بعد عجز وبأحد آثار الحرب والدمار والدماء. وبعد انتهاء ولايته نعود الى الفراغ لنسدّه من جديد بأثر آخر. وبعض هذه الآثار أصبح قطعة أثرية في مجالسنا فترة حكمها أطول من عمري!
قبعنا في الفراغ اخيراً حتّى شُلّ البلد وكدنا نقع في الهاوية التي نقف على شفيرها منذ عقود الى أن انتُخب المخلّص القوي الذي حمل حلم الجلوس على الكرسي منذ أن جلس عليه في الماضي ولم يتمكّن من التنعّم به. فقلنا أتى الإزدهار، البلد سيقوم بسواعد هؤلاء وورش العمل ستبدأ لبناء وطن يليق به اسم “لبنان”!
لم نستسلم عند أوّل خيبة أمل بل حاولنا تعليل المواقف خوفاً من فقدان أمل لم يعد بيدنا سواه، لكننا في كلّ مرّة عدنا لننتهي بخيبة أكبر وجيبة فارغة.
وتطوّرت الامور وتأزّمت الأوضاع ووقعنا بفراغ آخر كان من الممكن ملئه بفترة طبيعية لكننا نرفض إلا أن نربط مصيرنا بمصالح البعبعات الكبيرة التي تحرّك تفاصيل العالم الصغيرة كلبناننا كما تشاء وساعة يحلو لها.
فانتظرنا مزاج بطوط ونتائج عراكه مع الأسد الأجنبي التي تلهينا بها فيما كانت صفقة جوفية تُكتب ويُتفق عليها كي نعلن عن تشكيلة الخلاص.
لكن ما أسميناه بالخلاص تبيّن أنّه خراب مستمرّ بالتفاقم والتراكم ونحن نتخابط بين موقف هذا وموقف ذاك.
وان اعتقدتم بأن كل هذا الدمار والتعتير والشحار قد أَخسر جماعة العهد القوي والاستبسال شعبيتها فأنتم طبعاً لستم على صواب.
فماذا اذا تتوقعون من شعبيّة ترى الفساد في عينيها وتلتمسه في جيبتها ومعدتها الفارغة.
نعيش ظروفاً لم نرَ مثيلاً لها لا في الماضي القريب ولا البعيد. كلّ تلك القوّة والعظمة ليست سوى أوهام دونكيشوتية نحن في حرب داخلية حطامها غير منظور في العين لكن نتائجها واضحة على وجوهنا وردات فعلنا اليومية التي تُسقط ضحايا! فماذا تتوقعون؟!
اليانا بدران