فرز الخطاب السياسي!؟
صعبة هي الحياة!!
لا بل الحياة صعبة!!
لكنْ… هي الحياة!!
نولد، نكبر، ننام، نستيقظ، نسير، نركض، نتوقف … ثم نرحل!!
مجيئنا صدفة.. ورحيلنا صدفة، وبين الصدفتين قدرٌ مجهول!!!
هذا هو مختصر الحياة، مراحله ” العمريّة” ترسم لنا من دون إذنٍ أو دستور!
هنا يكمن الإبداع “المصيري”، كيف؟ ولماذا؟ وإلى أين…؟ كلّها أسئلة، أجوبتها محفورة من خلال الأنواع الإبداعية المهداة من رسامين محترفين، عبر تحويل ألوانهم إلى مزيجٍ من التكهنات المصيرية، والويل لمن يحاول إعاقة مسيرتها “الحياتية”، فغضبها ينصب علينا مثل صاعقة، عنوانُها: خطابٌ سياسي!!!
عندها تنشق الحناجر، وتتزعزع الآذان، وتعلو الصيحات قائلة:
نحن هنا، وأنتم هناك، وبين الضميرين نحن وأنتم مسافةٌ لا تعتليها إلا الصعوبات!!
إذَا يا أيّها السامعون، كفاكم تهليلات، فحياتنا باتت على شفير الهاوية، لا بل أصبحت تنازع من كثرة الصعاب!!
تعالوا نعمل على فرز الخطابات السياسية، علنا نخفف من وطأتها المهيمنة على مسيرتنا الحياتية. بالطبع سيطرح هنا السؤال الأكبر، ألا وهو: ما هو المقصود بفرز الخطابات؟ المقصود هو: أنّه عندما يطلب منكم فرز النفايات بدافع الحفاظ على البيئة، بالطبع ستبدؤون بفرز الأصناف البلاستيكية، والعضوية، والنباتية، وغيرها … من أجل الوصول إلى الفرز النهائي، وبهذه الطريقة المتقدمة، نحافظ على الطبيعة شكليًا ونفسيًا، لأنّنا نعلم أن الطبيعة هي الملجأ الوحيد عند اشتداد الصعاب!!!
وهنا بيت القصيد، فلو عملتم على ممارسة هذه العملية “الفرزية” عند سماعكم لكّل خطابٍ سياسي، بالطبع عندها يمكنكم الوصول إلى الهدف المنشود، ألا وهو: تفكيك صعوبات الحياة!
ما هي الطريقة المناسبة؟ سؤالٌ سيطرح من جديد!
يا أعزائي السامعين، عملية الفرز تبدأ بتجريد العبارات من الأنا، وتقسيمها إلى أحرف، وتلوينها بألوانٍ متنوعة، ثم قراءتها قراءةً “حرفية” عندها ستلمسون أنها خضعت لعملية الفرز الإيجابي، الذي سيعمل على تسهيل صعوباتنا الحياتية، والشيء الأهم من خلال عملية الفرز هو تشغيل حواسنا كلّها في الوقت نفسه، هنا نكون قد توصلنا إلى فرز ذكائنا ” الوعيي” وعندها يمكننا القول: جئنا، وكبرنا، وسرنا، وتوقفنا، وسنرحل وفي ذاكرتنا أن الخطابات السياسية وقعت بالأفخاخ التي نصبتها لنا، وكل هذا بفضل الفرز “الخطابي”
النهاية عاجلاً أم آجلاً ستتحقق!!!
عندها لا يسعكم إلا الاعتراف، قائلين: اللهم نجنا من كل صعوبةٍ خطابية، رفضت الخضوع للفرز الإجباري، وإلا حرف “لكنّ” الذي يفيد النصب والتوكيد سيعمل على نصبكم وتوكيدكم وتصبحون على ألف خير!!!
صونيا الاشقر