فرنسا لن تترك لبنان!
بعد خطأ بل خطيئة حسان دياب تجاه فرنسا، كثرت الاقاويل والتحليلات والروايات حول سحب الأم الحنون دعمها للبنان، ما يعني تركنا عرضة لقراصنة العالم الحديث الذين يحاولون ترويض المنطقة لوضع اليد على ثرواتها.
صحيح ان فرنسا سئمت تصرفات قياديي البلد وعبّرت مرارا عن استيائها من سياسة المحاصصة والنهب ورفض الإصلاح منذ “باريس- 1” حتى اليوم. وهي على علم بالأموال التي سرقت وحوّلت الى مصارف اجنبية، كما الممتلكات الفضفاضة في الخارج التي حصل عليها المسؤولون اللبنانيون منذ الطائف حتى اليوم. لذا التداعي بالعفّة لا يفي بالغرض، الملف وافٍ وسيفتح عند اول طلب رسمي لبناني. ورغم خيبات الأمل المتكررة ودهشتها من ردة فعل دياب الصبيانية، لن تترك فرنسا لبنان في مهب الريح.. دياب وحكومته مجرّد مرحلة قد لا تذكر في تاريخ العلاقات اللبنانية الفرنسية الازلية. فيما شعب لبنان سيبقى الاساس.
لا نتدخل عادة في السجالات كون كلامنا قد يُقرأ، بحكم موقعنا، كرسالة من الخارج، لكن من الضروري ان ننصف فرنسا ورئيسها الحالي الذي يهتم لشأن لبنان أكثر بكثير من غالبية المسؤولين اللبنانيين، وهو مصرّ على قراره مساعدة لبنان، ولن يردعه أحد محليا ودوليا. سيظل الرئيس ماكرون على إصراره مواجهة الدول العظمى لمنع التضحية ببلاد الأرز عندما ينضج مشروع الشرق الأوسط الجديد، وتنطلق مرحلته التطبيقية.
اسر دياب الفكري!
يبدو ان هواجس المؤامرات سيطرت على عقل حسان دياب، كما كبرت الخسة لدرجة انه اعتبر وزير خارجية فرنسا نكرة. الامر الذي يذكرنا بخفايا اختطاف الحريري، حيث حاول ولي العهد السعودي تحدّي الرئيس الفرنسي وتحجيمه، لكنه عاد عاجلا الى رشده عندما ذُكّر بفارق الأحجام.. فخرج سعدنا من اسره!
متى يا ترى سيخرج دياب من اسره السياسي والفكري؟
جوزف مكرزل