فرنسا والوصاية الدولية!
لن تنتظر باريس ان نصل الى حدّ الانفجار الأمني لتتدخل، بل نقلتنا الى مرحلة جديدة وهي إدراج لبنان في مشروع عولمته للحؤول دون زواله. لقد أكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ردا على سؤال في مؤتمره الصحفي الأخير ما قلناه سابقا: “في حال استمر الفراغ الحكومي وانعدام مسؤولية الحكام، سنعمل مع شركائنا في المجتمع الدولي على آلية لتمويل الشعب اللبناني تحت ضغط اممي”.
ما لم يقله ماكرون هو ان الخطة بدأت، والأهم مما قاله بشكل غير مباشر هو ان لبنان دخل في مرحلة تمهيدية لما هو اشبه بوصاية دولية، ما يؤدي شيئا فشيئا الى إدراجه في خانة الشعوب المهددة.. من قبل حكامها. ما يعني ان الدول الصديقة ستتعامل مع “بلاد الأرز” وكأنه عديم السلطات، أي انها ستتخطى الحواجز القانونية التي تمنع أي تواصل مع أي منظمة محلية ودولية معنية بدعم الجيش والمؤسسات الحيوية كما بتأمين المساعدات الانسانية دون المرور بالسلطات المعنية. كذلك الامر بالنسبة الى التدخل في حال خطر نشوب حروب داخلية..
وفي هذه الحال من الاجدى على الحريري وغيره ان يتحركوا قبل ان يفتح باب المساءلة الدولية.. والمحاسبة!
لسنا مجبرين بالحريري!
اعتبر زعيم سنّي في لقاء خاص ان الشعب اللبناني ليس مجبرا على تحمّل سعد الحريري قائلا: اتانا بعد استشهاد والده وقالوا لنا “تحمّلوه كي يتعلّم.. على حسابنا” ومن ثم بعدما أفلس قالوا “تحمّلوه كي يعيد تكوين ثروته.. على حسابنا”. واليوم يقولون “تحمّلوه لأنه مشرّد ولا مكان يلجأ اليه”! كفانا مصائب نتيجة السمسرات السياسية والمالية، لم يعد الشعب اللبناني يتحمّل وبات عرضة للجوع والعنف. اتركوا المجال لغير الحريري، لم تفرغ الطائفة السنّية بعد من الرجال القادرين على تحمّل وزر المرحلة المقبلة، وإدارة الإفلاس المالي والسياسي انطلاقا من التفاوض مع البنك الدولي وصولا الى انتخابات نيابية تعيد انتاج السلطات ديمقراطيا.
جوزف مكرزل