فقسة زر!
ON، “فقسة زر”… ويتحرّك الشارع. هي حكمة اللبيب نجيب الذي، عملاً بالمثل: “اللبيب من إشارة النجيب يَفهَمُ ويُفهِمُ.”
يا لعبقريَّة إكتشاف سرِّ النقمة الشعبيَّة! هي ليست بنقمة. معاذ الله أن يُصاب اللبنانيُّون بنقمةٍ! أصلاً ما الداعي؟ هي مجرّد فقسة، والفقسة تعني تدخُّلاً من طرفٍ ما لإذكاء توتُّرٍ أدواته بعضٌ من شعبٍ مشاغبٍ، مدفوع الثمن سلفاً، ومعروفة سلفاً إستهدافاته.
هكذا بكلمة، حُلَّت معضلة وتَّرت وطناً منذ خريف 2019.
لم ير نجيب اللبيب فقسة الزر التي شاطت سعر الدولار الأميركي بسرعة صاروخيَّة لقهر العملة الوطنيَّة في ما دون دون مهالك جهنم، ولا الفقسة التي بها نُهِبَ جنى تعب المودعين وجلّهم من الصغار الذين أفنوا عمرهم لتوفير ما يقيهم وأولادهم شرور العوز، ولا الفقسة التي بها جعل من نفسه سيَّد السلطة يديرها كما يهوى فيما هو على رأس حكومة مستقيلة، وزراؤها صِبيةُ عجزٍ وتفاهةٍ وإستجدابٍ.
أصلاً، هل رأى فقسة الزر التي بها يُداس الدستور وتُنتهك القوانين وتُغتَصب الأعراف أكثر من إستفحال ساعات اليوم الواحد؟
انا لست بمبرِّرٍ لغضبٍ آني يفيض من هذا او ذاك صباحاً ويُقفل بعد الظهر. هذه مسرحيَّة ممجوجة لفراغها، بما يوازي حِكَمَ اللبيب. أنا همِّي فوائض الحِكَمِ لدى زمرة القابضين على السلطة، والتي بها يتبرَّرون في التعفُّف. أليست كافية لإدانتهم بجُرمٍ مشهودٍ؟
مهلاً! لا داعي للتسرّع في الإجابة. ها الحكمة الحكمة تنطق بذاتها… بفقسة زر. وقد نطقت أواخر الأسبوع فأفاضت أحلاماً: “حلمنا بالرئاسة لتكون وسيلة لبناء الدولة الصالحة” (بالفاشلين والإنتهازيِّين والوصوليِّين)، وتعالت رؤى: “نحنا عنَّا رؤية للبنان 2050″(نحنا أو لا أحد)، لتتكامل لا مع النجيب بل مع جبران خليل جبران فتنهب نبيَّه وتحوِّره لذراها: “ويلٌ لشعبٍ يُضحِّي بأوادمه من أجل سارقيه!”
OFF، “فقسة زر”… وتنتهي كل هذه الحِكَم- تبَّاً- الزب- لوفيَّة. هل من يجرؤ؟
غدي م. نصر