“فيا أزمة اشتدّي وما حدا قدّك!”
“إشتدّي يا أزمة تنفجري أو تنفرجي”! لم يعدْ معظمُ اللّبنانيين يأبهون بما يحصل من “نكايات” إنتحاريّة وتخريبيّة، ومن “نكايات” رفضيّة لمساعٍ خلاصيّة من أصدقاء قُدامى للبنان كالفرنسيّين. على أيّ حال، “فالبكاء وصريفُ الأسنان” وانهيارُ الجُرف على طول النّهر لم يعد بعيدًا، وفيضانُ النّهر الذي سيبتلعُ الجُرفَ لم يعد هو أيضًا ببعيد. لن ندخلَ هذه المرّة في تحليلِ مُعادلاتِهم السّياسية المحليّة والمتقوقعة، لأنّ مَعَالم الخَرَاب و”الأزمنة الأخيرة” قد بدأت تلوحُ في الأفق. ومن سيصمُد حتّى النّهاية يا تُرى؟
هل هم “براغيثُ” لبنان السياسيّين بل الأقزام وأنصافُ الرّجال؟
هل هم الإسرائليّون والصّهاينة أم الفلسطنيّون؟ (وهم في الأصل وبحسب الكتب المقدّسة والتّاريخيّة، أبناءُ أرضٍ واحدة، جاءَها يومًا المسيحُ الرب وحقّق فيها آياتٍ بيّنات…!).
هل هم الإسلاميّون التّكفيريّون أم العلْمانيّون أم الملحدون؟
هل هو اليمين المتطرّف أم اليسار الرّفضي؟
هل هم بعضُ رجالِ الدّين الذين تنكّروا بثياب الحَمَل وهم في الحقيقة فرّيسيّون باعوا رعَاياهم “بثلاثين من الفضّة” وحَقَنُوْهُم بسمّ القرن الحادي والعشرين بعدما أقنعوهم بأهميّة العِلْم على حساب اللاّهوت والإيمان؟
هل هم بعضُ الذين يتحكّمون بالعَالَم، قابعون في غرفِهم السريّة المُغلَقة، ويرسمون مصائرَ الدّول والمجتمعات البشريّة؟
من سيصمد يا تُرى حتّى النّهاية؟
لن يصحّ إلاّ الصّحيح و“ما بُني على باطل هو باطل”! وعمّا قريب “ستقوم أمّةٌ على أمّة” وسيتهاوى ويندثر سلطانُ الشرّ إلى غير عودة! “فيا أزمة اشتدّي وما حدا قدّك”، ولن نأسف على أحدٍ إلاّ على الأبرياء من الضّحايا!
إدمون بو داغر