في أمَل … بس بدّو عمَل!
“ساعدوا أنفسكم كي نساعدكم”، شعار يرفعه المجتمع الدولي منذ مدّة للبنان القابع في جحر أزمات معتمة يرى النور لكنه يرفض الذهاب نحوه!
من كثرة حبّنا للحياة تعلّمنا التأقلم مع الأزمات والصفقات والسرقات حتّى استشهدنا أنفسنا بجرعة تأقلم زائدة.
الفاسد يرفض الإصلاح لأن الإصلاح يعني زجّه في سجن فقدان الشعبية وصفحات التاريخ السوداء وخيانة الوطن ولكن والأهم إجباره على إعادة الأموال المسروقة وفضح المستور.
طبعاً، المجتمع الدولي الذي يعطينا الفرصة تلو الأخرى حفاظاً على سلمنا الأهلي والمستعدّ لإعادة إحياء مؤتمر سيدر “مش كرمال سواد صبغة حدا” وإنما خوفاً من بدء موجة هجرة كبيرة نحو الدول الأوروبية ومن فشل مخططات البطوط الأشقر الشرق أوسطية.
والحكومة التي حكَمت على نفسها بالعزلة الدولية والانفتاح على عصابة النشّالة السياسية الداخلية من المحتوم عليها قلب البوصلة وانتهاز فرصة كسر العزلة لاستجداء المساعدات مع التأكيد على سد أفواه الحيتان الداخلية وكسر الأيادي الطويلة تمهيداً لبترها على الأقل! شبعنا كلاماً وحججاً، إما تنجح الحكومة في هذا الامتحان وإلا الـ “ما خلّونا” ستكون كفيلة بإسقاطها.
أما بالنسبة الى اقتراح تحييد لبنان عن قرَف المنطقة، فبغضّ النظر عن الجهة التي طرَحت الموضوع إلا ان ما بات معلوماً وواضحاً أن سبب خراب لبنان هو ولاء أراعن السلطة للجوار على حساب المصلحة الوطنية مقابل تمويل ونفوذ وإلخ … فمن يرفض هكذا اقتراح – حلّ ويتّهم صاحبه بالعمالة إنما يثبت تهمة العمالة على نفسه!
الكلام كثير والفعلة قليلون، المطلوب معلوم والضغط بالاتجاه المعاكس يحاول وضع الرؤوس الكبيرة في كرسي العجز، وامام استسلام الشعب الذي يرفض التحرّك ولو على حساب جوع أطفاله ومستقبله إلا بإشارة الزعامات، يبقى مصدر الضغط باتجاه الإصلاح الفعلي خارجياً فهل ننتهز الفرصة؟
اليانا بدران