Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.

في مطلع العام.. استحقاقان!

عام جديد يطل على لبنان الجريح، واللبناني جد قلق، لأن التحولات الخطيرة في سوريا لا توحي باستقرار قريب، والمطامع الإسرائيلية بحرا وبرا لا توحي بسلام اكيد. استحقاقات من المفترض أن تتبلور ملامحها في مطلع العام الجديد.

شهر كانون الثاني مليء بالمفاجآت. في يومه التاسع استحقاق رئاسي يتأرجح بين الانتخاب خطفا، وتأجيل ممل تحت شعار أطلقه مستشار الرئيس الأميركي ترامب اللبناني مسعد بولس: “مَن انتظر سنتين يمكنه أن ينتظر شهرين لانتخاب رئيس قادر”. وقد يكون مسعد على حق كون كلا الفريقان غير مستعدّين للتنازل عن المطالبة برئيس يتناسب ومعاييرهما، ما يوحي بوصول  رئيس “توافقي”، بمعنى أنه لا يزعج أحد.. أي رئيس “شكلي” لا قرار له ولا وجود. وكي لا نبدأ العام الجديد بالتشاؤم، نأمل أن يفاجأنا هذا المجلس ايجابيا، ولو لمرة، بانتخاب رئيس قوي وقادر عن حق وحقيق، انطلاقا من معايير وطن عظيم يحتل أبناؤه أرقى المناصب عالميا. لا يجب ايضاً أن نستهين بالضغوطات الضخمة التي يمارسها الغرب، والتي قد تصل إلى عقوبات على من يبغون تأجيل الاستحقاق، بالعودة إلى أسلوب الاغتيالات او الحوادث الأمنية.

وفي أواخر الشهر الأول من السنة الجديدة، من المفترض أن تنتهي مهلة وقف إطلاق النار التي قبل بها “حزب الله” على مضض. هذه الهدنة التي لم تحترمها إسرائيل التي لا تزال تضرب، وتخطف، وتحرق، وتدمّر في لبنان، وكأنها أرض سائبة ومحللة لها. حتى ولو حصل نتنياهو على مهلة من ترامب “لإنهاء المهمة”، إن تصرفه الراديكالي ينطلق من مبدأ أن الحزب خسر الحرب بتوقيعه على اتفاق يكرّس هزيمته. أي أنه مجبر تسليم سلاحه بمهلة زمنية محدودة الأمد. من جهته، الحزب الإلهي يتطاوس مدّعيا أنه حقق انتصاراً “أهم من ٢٠٠٦” كما قال أمينه العام الشيخ نعيم قاسم. أي أننا وصلنا إلى طريق مسدود : تسليم السلاح أم العودة إلى الحرب. وكي لا نكون سلبيين في مطلع العام، نأمل أن تبيع إيران ورقة السلاح إلى واشنطن بسرعة، كي تسبق مطامع نتنياهو بضم ارض لبنانية، خصوصا انه حصل على وعد من ترامب “بتوسيع إسرائيل”، آملين أن لا يتم هذا التوسيع على حسابنا كما جرت العادة. ما يطمئننا نسبيا على هذا الصعيد ان الادارة الاميركية كما الدولة الفرنسية أبلغت إسرائيل مرارا وتكرارا أن ضم أي جزء من لبنان ممنوع، لذا أكدّ لهم نتنياهو ان قراره البقاء في بعض المواقع التي احتلها في الجنوب ما بعد الستين يوما، هو مؤقت ريثما يتأكد من قدرات الجيش اللبناني على أداء مهمته. وجوابا على محاولات نتنياهو طرد قوات اليونيفيل كي يسيطر على الجنوب كليا، أتت زيارة وزيري الدفاع والخارجية الفرنسيين لتحذيره بكف انتهاكاته، والتأكيد على بقاء قوات حفظ الأمن الدولية. ما يأتي في سياق الحفاظ على لبنان الكبير.

جوزف مكرزل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى