“قبع”… فكرة لبنان!
من كان بإمكانه إقناع اسبارطة، ذاك المجتمع المنغلق بمنتهى التزمّت الايديولوجي، في غابر التاريخ، والذي تدجّج بالسلاح منذ مراهقة ابنائه، انّه خسر كافة حروبه وانتهى بالقضاء على نفسه؟ لا احد! حتى وهو في قمّة هزائمه، كان يدّعي فكّ الحصارات والانتصارات.
هو فائض القوة، الذي يتخدّر بهلوسات الممانعة الغَالِبة لأعداء حقيقييّن او متخيَّلين… ولو استدعى الأمر القضاء على الشقيق… أوليست اسبارطة من هددّت اثينا، نظام العقل والديموقراطيّة، بـ “قبعها” بحجّة “استتباعها للغرب”؟
اليوم، الوطن الصغير الذي اعطى اثينا حلم التعدديّة والأسس الديموقراطيّة وريادة العقل، جاعلاً ايّاها فكرة عابرة للتاريخ أكبر من مجرّد اغورا جغرافيّة، يتعرّض للتهديد المصيريّ عينه من قبل مجتمع انغلق فإنفصل عنه وتأدلج عسكرياً. ذلك انّه أبعد من التكليف الشرعيّ للمنصِّب ذاته مرشداً أعلى للجمهوريّة غصباً عنها، بـ “قبع” المحقق العدليّ في جريمة العصر التي دمّرت بيروت، هناك ارادة “قبع” فكرة لبنان من أساسها، كوطن حريات وتحرّر وعيش سلميّ وبناءٍ عقلانيّ مشترك، بعدما نجحت ظلاميّة حزبه الألهوي في القضاء على مقومات الدولة فيه، والتي لم تتمكّن منها الحروب المباشرة وبالإستعارة.
لكن عوض الإستبكاء والتسابق على تبرئة الذمم بالإستصراح “انّه وصلت معنا للمناخير تصرّفات الحزب الألهوي”، أليس بالأجدى ولو السؤال: من ساهم في إيصاله للقبض على مفاصل الدولة فيتفرّغ الآن لـ “قبع” فكرة لبنان، أليس من أوغل في التسليم المطلق لـ”الشقيق” لا لشيء الّا للوصول الى الكرسي؟ أليس من اجتّر مقولة انّه البديل عن الجيش الوطني، “لأنّ الجيش ضعيف”؟ أليس من دافع عن حقّه في “المقاومة” بحجّة وقوفه بوجه “حقّ القوة للعدو” وللـ”داعشيّة وجهه الآخر””؟ مع التغاضي عن تصرّفاته… وتبريرها المستدام.
كفى! نحن من منعنا اسبارطات شتّى من محو لبناننا، لن ندع حزباً متسربطاً، ولو اخذ الله رهينة بعدنا، ان “يقبع” فكرة لبنان.
طويلة عَ رقبتو!
غدي م. نصر