“كذّابون” و”سُذَّج”.. “مؤخّرتان في لباس واحد”!
مرَّ عيدُ “الكذّابين” منذ بضعة أيّامٍ (في الأوّل من نيسان) غيرَ أنّ كَذِبَ هؤلاء هو قُوْتهُم اليوميّ وفي كلّ مرّة يكذبون أو يمرّرون كذبَهم على السذّج، يحتفلون بتمرير خداعهم ومَكْرِهم، ولكن على السذّج فقط ولا أحد سواهم، لأنّهم قد كُشفوا منذ زمن مضى أمام الحُكماء والمتنوّرين واغبرَّ لون نفاقهم. إذًا مَن هم هؤلاء “الكذّابين” ومن هم هؤلاء “السذّج”؟
محترفو الكَذِب هم زعماء لبنان والدول العربية والمجتمع الدولي والمؤسّسات العربية والعالمية التابعة لهم، وبالتّالي صانعو التكنولوجيا الذكية ليحكموا عددًا أكبر من المغفّلين في الأرض. أمّا السذّج فهم الحَمْقى الذين لا يزالون يقيمون لمنافقي الكوكب (أيْ زعماء هذه البسيطة) الاعتبار بل ينسحلون أمامهم ويؤدّون لهم شعائر العبادة لهم ولابتكاراتهم الخبيثة. أرى ذلك وباختصار سجودًا لأصنام وثنية مستحدثة، وبتعبيرٍ آخر هو سجود للوحش وعلاماته في الأرض المجموعة بعلامة واحدة وهي الجحود. أجلْ! لقد تمّ سحلُ هؤلاء بملْء إرادتِهم وقد سلّموا أمورهم لوحوش وادي الذّئاب.
لن ينفكّوا عن استعباد البشرية حتّى تندلعَ الحرب العالميّة الثالثة الكُبرى (ومن بعدي الطّوفان). لقد قال يومًا ألبرت أينشتاين: “أنا لا أعرف ما هي الأسلحة التي سوف تكون في الحرب العالمية الثالثة ولكن الحرب العالمية الرابعة ستكون بالعصي والحجارة”.
تتسارعُ التقنيّات التّكنولوجيّة “في التّناسل”، وبوتيرةٍ أسرع من ذي قبل، وفي كلّ مرّة بحلّة وهيئة مستحدثة، وكأنّ هناك تهديدٌ خفيّ لهذه التّكنولوجيا وللقيّمين عليها، وكأنّها بهذا التّسارع تهدِفُ إلى فرضِ نفسِها على العالَم، وإلاّ فلن يتسنّى لها الانتشار أكثر. ممّا لا شكّ فيه، أنّ أرباب هذه التقنيّات الخارقة للأذهان، منقسمون، وأخذ هذا الإنقسام يتفاقم وراء كواليس “كذّابي” هذا العالم السفليّ.
إدمون بو داغر