كفانا استكرادا!
اللبنانيون في كوما شعبية مزمنة، بل استسلام لقيادات تدميرية لا مثيل لها في العالم، إذا استثنينا ما كان يسمّى بجمهوريات الموز التي على الأقل تشهد انتفاضات وانقلابات احتجاجية من وقت إلى آخر، تُبدّل المسؤولين في محاولة لتغيير الواقع.
كفانا استكرادا، الدستور ليس غامضا بالنسبة الى كيفية انتخاب رئيس الجمهوريّة، بل محرّف من قبل رئيس المجلس النيابي، فكما يؤكّد النائب الوحيد الذي اتخذ موقفا شريفا وشجاعا ملحم خلف “هناك دعوة واحدة لانتخاب رئيس من بعدها تصبح الجلسة حتمية دون دعوة”. لكنهم لا يريدون رئيسا. اسم الرئيس ليس مشكلة بل ذريعة لمن نصّبوا أنفسهم أولياء أمر الطائفتين السنية والشيعية، وهم مجرّد نصّابين هدفهم احتكار القرار لتقاسم المغانم ليس إلا. لبنان ليس مفلسا بل منهوب ولا يزال يُنهب من قبل الكارتيل نفسه الذي دمّر ديمقراطيته وحوّله إلى محميّات طائفية. قيمة الليرة اللبنانية ليست متدنية إلى هذا المستوى بالنسبة إلى الخبراء، ولا أحد يدري كيف تحتسب ولماذا. خطَف الحزب الإلهي قرار السلم والحرب كما القرارات السياسية والديبلوماسية الاساسية، وترك كعكة الاقتصاد لبرّي وميقاتي ليتقاسموها مع باقي الشركاء المافياويين.
كفانا هبلا واستسلاما. كفانا انهزامية. جاع اللبنانيون ولا يزالون هامدين. إلى متى سنبقى على هذه الحال من التخلي عن مسؤولياتنا؟ إلى متى سنسمح للمجرمين الذين يحكموننا، بتسييرنا نحو المجهول؟ الحل بين أيدينا لكننا بالدِين مخدّرين!
جوزف مكرزل