… كفّرتونا!
بدل أن يسلكوا طريق إنقاذ الوطن لا يزال المتزعّمون اللبنانيون متشبّصين بصلاحياتهم، وامتيازاتهم، وما يسمّوه “كرامة ” شِلاّتهم الطائفية والمذهبية، رابطين مصيرنا بحبال آلهتهم. عن أي كرامة يتكلّمون في ظل إذلال لم يشهده الشعب اللبناني منذ زمن التجويع العثماني.. وهم على خطاه سائرون!
يقول الحريري المائع انه المرشّح الشرعي لرئاسة الحكومة لأنه “يمثل السنّة”.عن أي شرعيّة وأي تمثيل يتكلّم وقد ذلّوا السنّة وجوّعوهم بعد ثلاثين عاما من حكم العائلة الواحدة؟
ويقول الثنائي الماكيافيلي انه ردّ اعتبار الشيعة وأخرجهم من الحرمان. عن أي اعتبار يتكلّمون والمواطن يُهان يوميا لحصوله على أبسط مكوّنات حياته؟ وهل من حرمان أكبر من الذي نعيشه جميعا في ظل حكم أرادوه “إلاهي”؟
ويقول الرئيس عون الحاضر- الغائب انه ليس ناطورا أو سمسارا أو صندوق بريد. وهل بات لموقع الرئاسة المسيحية اي اعتبار او صلاحيات او سلطة بعدما افرغتموها بالنصوص والممارسة؟ وهل بقي شيء نتحسّر عليه وقد دُمرت بيوتنا، وهاجر ابناؤنا، ووصلنا الى حدّ التوسّل للحصول على نقطة ماء أو دقيقة كهرباء أو حُبيبة دواء أو فتيتة خبز؟
بربّكم لا تتكلّموا بعد اليوم عن انتماء لجماعة أو مذهب أو دين، لأن الجوع كافر.. وكـفـّرتـونـا!
متصرفيات؟.. فلتكن!
“تشاطر” السياسيون على بعضهم وعلينا، فشَطروا الوطن. يسأل البعض عن جدوى التمسّك بلبنان الكبير؟ لو كان الطلاق بهذه البساطة لطالبنا بعودة كل مجموعة الى “متصرفيتها” وانتهى الموضوع. لكن إذا حصلت متصرفيتا بيروت وجبل لبنان على توافق إقليمي ودولي حول وجودها وحدودها، هل ستحظى متصرفيات الجنوب والبقاع والشمال على توافق عالمي واقليمي في ظل طمع العدو الإسرائيلي بالليطاني، وعَين السوري على بعلبك وطرابلس؟ وهل ستسلم اي متصرفية من مطامع وأحقاد جاراتها؟
وهناك من يقول.. فلتكن!
جوزف مكرزل