كونوا على الموعد.. سَدوم وعَمُورة قريبة!
تحدّث الملك الأردنيّ عبدالله الثاني منذ بضعة أيّام مع وزير الخارجيّة الأميركي أنطوني بلينكن Antony Blinken، قائلاً له (بما معناه) أنّه إذا استمرّت إسرائيل على نهجِها الإجراميّ في غزّة- فلسطين، سيقوم مع عددٍ من الدّول العربيّة بتوحيد الصّوت واتّخاذ موقف ضدّ الإجرام الإسرائيليّ (بتصرّف). يا جلالة الملك، توحيد الصّوت أو توحيد الموقف أو حتّى “توحيد البندقيّة”، كان يجب أن يتمّ منذ الأسبوع الثاني من العُدوان الإسرائيليّ بل الإبادة الجماعيّة ضدّ الشّعب الفلسطينيّ في قطاع غزّة، تجنّبًا لقتلِ آلاف الأمّهات والأطفال والآباء وتهجير مئات العائلات.
ولا يحسَبَنّ أحدٌ أنّ كلّ دولة نكّلت بدولة أخرى لدرجة الإبادة الجماعيّة، وقد حصل مثل ذلك الكثير عبر التّاريخ سَتَسلَم من العقاب الإلهيّ، وقد قالها السيد المسيح: “أَقُولُ لَكَ: لاَ تَخْرُجُ مِنْ هُنَاكَ حَتَّى تُوفِيَ الْفَلْسَ الأَخِيرَ” (لوقا 12:59). (كما في الأرض كذلك في المطهر).
كذبت الدّول الكبرى والمنظّمات التّابعة لها على البشريّة لفترة عقودٍ من الزّمن، مُستدرجةً إيّاها من خلال شعارات واهية، في ظاهرها لمَعَان باهر وفي باطنها خبثُ الأفاعي، حول مفاهيم هي في الحقيقة عميقة، غير أنّ تطبيقَها غاب كليًّا عن الوقع. “ألمُواطنة العالميّة”، “المسؤوليّة العالميّة” أو “الكونيّة”، علمًا أنّ هذه المفاهيم المثاليّة موجودة في عقائد العديد من الشّعوب والأديان والثقافات، ولكنّها استُخدمت لحرفِ نظر الشّعوب عمّا يُطبخ في الكواليس السّوداء لاغتنام الدّول ومقدّراتِها وإلهاء البشريّة بقضايا سخيفة مثل الحدّ من استخدام الورق والتّركيز على الأرشيف الرقمي، (في حين أنّ الورق يُصنع من شجر خاص، وعندما نقطع منه، يعود ويتشامخ أكثر في السّنة التالية. وعندما اعتمدت العديد من الشركات الأرشيف الرقميّ دون الورقي، تمّ قرصنة معلوماتها وبياناتها. وغيرها من الإهتمامات السخيفة والتي ليس باهتمامات تمّ إلهاء الشّعوب بها).
بالعودة إلى نتائج هذا الدّجل العالميّ، حيث لم نرَ منه شيئًا سوى حروب ونزاعات، ولم تتحرك أي منظمة راعية لحقوق الإنسان ولا حتّى راعية لشؤون البيئة أو الحيوان لوقف أو المساهمة بوقف حرب روسيا- أوكرانيا والإبادة الفلسطينية في غزة، ولن نراها في المستقبل تقف إلى جانب أيّ مضطهد. ولكن النيازك التي هبطت على سدوم وعمورة ستعود وتهبط على عالم التّدجيل والنّفاق. فكونوا على الموعد لأنّ عقارب ساعة العالم لم تعد تسير على ما يُرام!
إدمون بو داغر