كي”يحصّل سرواله السياسيّ”…!
دَرَجَت الآفة على أن يكون لبنان بلدُ عجائبِ المخلوقات وتناقضاتِ الأحداث، وآخرُها أنّ تهريب المواشي مسموح بينما سفَرُ “المواشي السّياسيّة” إلى باريس ممنوع، في أوّلِ إجراءٍ فرنسيّ صاعقٍ يُعاقبُ معطّلي تشكيل الحكومة في لبنان ومُرتكبي شنائع الفساد. باختصار يا “مواشي لبنان السّياسيّة”، نحن بحاجة إلى حكومة تعكسُ صورةَ الدّولة الواحدة الأحَدة وتكسبُ ثقةَ المجتمعِ الدّولي ولا تُسيطرُ عليها الأحزاب السّياسيّة المتنازعة وأوّلُها “الحزبُ الأصفر وشرّابته البرتقاليّة”، ولا شكّ أنّ وزراء المواشي قد أصيبوا “بجنون البقر”.
ومن بين الآفات النّفسيّة لهذه “الكَوْمَة السياسيّة” زيارة “جبران كاريش” إلى روسيا تنقيبًا عن موقف روسيّ يؤنّبُ الرّئيس المكلّف، حاملاً معه فهرسًا من المعزوفات الذي أرّقَ وقزّزَ اللّبنانيّين فيها، وهكذا زيارات هي “مبهبطة” على هكذا متزعّم ومتعدّ على الكار، والتي لا يقومُ بها إلاّ رئيس جمهوريّة أو رئيس وزراء أو ما عادَلَ هذه الوظائف، علمًا أنّه ذهبَ بأفكاره الخلاّقة إلى جانب معزوفته الحكوميّة إلى طرح موضوعِ “السّوق المشرقيّ” الذي يضمّ لبنان وسوريا والعراق والأردن وفلسطين، وكيف لهذا المشروع أن ينهض باقتصاد لبنان أوّلاً؟ وما يُفرّق هذا الطّرح عن التّماهي بمشروع المغفور له أنطون سعادة ومشروع “سوريا الكبرى”؟ وهل هي مُحاولة من “جبران كاريش” لضمّ جمهور “السّوري القومي الإجتماعي” لجمهوره العونيّ المخذول علّه يعود و”يحصّل سرواله السّياسيّ”، وباحتيال لا مثيل له؟
توازيًا، إذا كان للقضاء السّويسريّ إستفسارات على رجا ورياض سلامة، فللشّعب اللّبناني ألف مساءلة وسؤال وعلى المدّعي العام التمييزيّ تقديم أجوبة حيال هذا الملفّ الوطنيّ. مع الإشارة إلى أنّ عمليّات الدّهم والشّمع الأحمر لمكتب رجا سلامة والإستجوابات عبر تقنيّة Zoom تمّت بعيدًا عن الإستعراضات الإعلاميّة الشّعبويّة.
وأيضًا، على القضاء نفسه أن يُسائل “مُستشاري التّركيبة” لخرق الدّستور.
إدمون بو داغر