كي لا يبقى من يحاسبهم!
لا احد يفهم ماذا يدور في عقول الحكّام في لبنان، والكل يتساءل عن اسباب اصرارهم على الاستمرار في تدمير الوطن. هناك من يعتبر ان الرئيس عون يعرقل التكليف، وغيرهم من يتّهم عصابة رؤساء الحكومة السابقين، وآخرون يؤكدون ان الثنائي الإلهي الشيعي هو سبب المشكل. والنتيجة انهم جميعهم متفقون على حرق لبنان كي لا يبقى من يحاسبهم.
وكيف لا نتهمهم بالخيانة العظمى وهم وحدهم قادرون على تسريع عملية الانهاض، ولا يحرّكون ساكنا، بل العكس؟
موجة تطرّف فتاكة!
بعد الخيانة السياسية، والانهيار الاقتصادي، حان وقت الإنفجارات الأمنية. نتكلم بالجمع لأننا لا نعتبر اننا نواجه خطر حرب اهلية جديدة، او حرب اقليمية شاملة، بل مسلسلات امنية عابرة للمناطق والحدود سترتد سلبا على أمننا القومي! هذه الانتكاسات ستتخذ اشكالا متنوعة بهدف ضعضعة الاستقرار، وستهدد المواطنين كما السياسيين والأجهزة الأمنية. هذا ما يزيد عزمنا على اتهام المسؤولين بالخيانة العظمى، وسيدفع بعضهم الثمن دما وارواحا بريئة في محيطهم.
قلنا منذ فترة اننا مكشوفين امنيا، اما اليوم في ظل ما نشهده من تفكك واستقالات جماعية في صفوف الاجهزة العسكرية، ونقص حاد في العتاد والذخائر وقطع الغيار، اصبحنا اضعف من ان نقاوم موجة التطرف العنيف التي ستجتاح المنطقة بعد سيطرة طالبان على افغانستان من جديد، وانهيار الثقة بالجبار الاميركي ومعه الشعور بعدم امكانية الغرب محاربة الإرهاب بشكل فعّال.
العراق لا يحدّ من الارهاب!
يحاول الغرب دعم العراق لإيقاف الإرهاب عند حدوده، فيما الجماعات المسلحة التابعة لداعش وغيره متغلغلة في المجتمعات الغربية والشرقية، ولم تعد بحاجة الى التنقل الكثيف من بلد الى آخر للقيام بعمليات ارهابية. لقد استفادت بكل بساطة من الهدنة الطويلة التي اعتبرها رؤساء الغرب انتصارا للحصول على دعم شعوبهم، لتجهّز نفسها وتتموضع بانتظار اشارة الانطلاق!
جوزف مكرزل