Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.

لا نراهنّن دائمًا على رتابة المواقف السياسية!

أخذت العلاماتُ السياسية والزمنية المغايرة تتجلّى بوضوح أكثر، ولكن هذه المرّة بمعطيات مختلفة عمّا كانت عليه سابقًا، وآخرُها أنّ العرب اجتمعوا ووحّدوا صوتهم من أجل فلسطين تحت شعار “حلّ الدّولتين” وإعادة إعمار غزّة بمساعدة الأردن ومصر اللتين أعلنتا تطوّعهما بتشكيل لجنة إدارة من شخصيّات فلسطنيّة مستقلّة وغير فصائليّة ولكن تحت مظلّة الحكومة الفلسطنيّة لتمهيد سيطرة السلطة الفلسطنية بشكل كامل على غزّة في ما بعد.

من بين الخطوات الأمنيّة المقترحة هي أنّ مصر والأردن ستتوليان تدريب الشرطة الفلسطنيّة تمهيدًا لنشرهم داخل القطاع ومع دراسة إمكانيّة نشر قوّات سلام في مرحلة لاحقة كجزءٍ من رؤية شاملة لإقامة الدّولة الفلسطنيّة لوضع نهاية لهذا الصّراع.

ألسياسة في العالم في تغيّر مستمرّ وليس عجيبًا بعد هذه الفترة الحالكة من تاريخ فلسطين وتحديدًا من العام 1948 أن تبدأ الأمور بالتغيّر وأن يغيّر العرب مواقفهم (وتحديدًا مصر والأردن أمام الخطر الذي يتعاظم على حدودهما) وذلك برفع الصوت ونبرة التهديد ضدّ السياسة الإسرائيلية التي نسفت المعايير الحقوقية والإنسانية والأخلاقية والدينيّة العالمية. وهذا النفور لا يقف فقط عند العرب بل تعدّاه قبل ذلك إلى العديد من الدول الأجنبية التي حدّدت موقفها ضدّ إسرائيل منذ بداية طوفان الأقصى وهي: كولومبيا وتركيا وبوليفيا وبليز والسعودية التي جمّدت كل الإتفاقات مع إسرائيل وقد سحبت دول أخرى ديبلوماسييها من إسرائيل واستدعت سفراءها وتشمل جنوب أفريقيا والبحرين وتشيلي وهندوراس وتشاد والأردن. وكانت جنوب أفريقيا قد سحبت جميع ديبلوماسييها في تل أبيب بسبب “خيبة أملها لرفض الحكومة الإسرائيلية احترام القانون الدولي وقرارات الأمم المتّحدة مع الإفلات من العقاب”.

وعلى كلّ حال، هذا هو موقف اليهود المنتمين إلى طائفة الحريديم والمتبحّرين في العديد من النبوؤات والرؤى.

عندما يبلغ الخطر الذي صمت عنه مليارات البشر وعشرات الدول العربيّة والأجنبيّة أبواب الصّامتين، فهؤلاء أنفسهم سيكشفون عن وجههم الحاقد. لا نراهنّن دائمًا إذًا على رتابة المواقف السياسية، فهي مقامرة فاشلة.

إدمون بو داغر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى