لبنان اكبر من ان يَزول.. او يُزال !
ولّى عام ليته لم يكن، وبدأت سنة جديدة لا ندري ماذا تخبّئ لنا. احتفلت الشعوب عبر القارات. زيّنت الشوارع والمدن. أضيئت السماء بالأسهم النارية. ومن ثم عاد كل الى داره، وعادت الحياة الى طبيعتها.
لم نكن يوما متشائمين، ونبقى على مبدأنا هذا. لا نزال نؤمن بأن لبنان أكبر من ان يَزول أو يُزال مهما هوّلت علينا عواصم القرار، لكننا بالوقت نفسه نعتبر أن المخاطر والمخاضات ستبقى خبزنا اليومي لأشهر، وربما سنوات، مع تحسّن تدريجي. أملنا أن نتخلّص من الطقم السياسي المعفّن الذي يفسد حياتنا، ومن المرتقب أن يبدأ مسار التحرر منهم قريبا، كون التغيير بدأ يظهر في الأفق على صعيد المنطقة.
دماء الغزاويين لن تهدر سدى، فالكيان الصهيوني بدأ يخسر صورته عالميا، حتى ضمن المجموعات اليهودية الداعمة لإسرائيل. ومن أول الإشارات حول تغيّر الأجواء الميدانية، بدء انسحاب حاملتي الطائرات التي أرسلتها الولايات المتحدة والتي كانت مهمتها حماية الأجواء الإسرائيلية من الصواريخ التي قد يطلقها حزب الله وغيره. اي ان الاميركيين سئموا عدم التزام نتنياهو بطلباتهم، التي من المفترض أن تكون أوامر نظرا للدعم الذي يحصل عليه منهم. وما زاد الضغط على الرئيس بايدن انقلاب الرأي العام الأميركي جراء جرائم حرب نتانياهو، ما يؤثر سلبا على الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وفي النتيجة، رغم كل التهويل الحالي من قبل اسرائيل، لا نخشى حربا جرّارة على لبنان لأن واشنطن وباريس حذرتا تل أبيب أن لبنان لا يزال خط أحمر بالنسبة اليهما. ما نخشاه هو حرب استنزاف في الجنوب وصولا الى الليطاني، مع خرق للأجواء اللبنانية من بيروت إلى الشمال بين الحين والآخر. علما أن قرار توسيع إطار القتال لا يزال بيد الحزب الإلهي، الذي يصرّ على إبعاد كأس الحرب المرّ، مهما كلّف الأمر من تضحيات بشريّة أو.. انسحابات تكتيكية لا مفر منها.
جوزف مكرزل