لبنان فرنسيّ المنشأ والرّوح!
*يكمن وراء قبول نتنياهو بوقف إطلاق النار صفقة على دماء ملايين الضحايا بين لبنان وغزة مفادها أن الولايات المتحدة الاميركية بعهد دونالد ترامب لن تسلّم عنق نتنياهو للقضاء الدولي أو للإعدام. وأن ترامب سلّم إسرائيل أسلحة محظورة دوليًا ناهيك عن اتفاقات سرية ستنفجر بمفبركيها قريبًا.
مهما يكن، سنخصص لهذه المهزلة مقالة أخرى. (…).*
…الدّولة الأكثر صدقًا مع لبنان هي فرنسا، صديقة لبنان القديمة، بيننا وبينها عهدٌ طويل. طبعت فينا ثقافتَها ومن الصّعب جدًّا انتزاعها أو اقتلاعها. نفكّر فرنسيًا ونتواصل فرنسيًّا ونتصرّف فرنسيًّا وقبل أن نكتب الإنكليزية نفكّر فرنسيًا وحتّى في أصعب الأوقات نلتجئ لفرنسا الأم الحنونة للبنان. لبنانيّون وفرنسيّون في كلّ الظروف!
لن نتخلّى عن فرنسا مهما تبدّلت الظروف، مفكّرون ومعلّمون وباحثون من مختلف الاختصاصات. نحن أولياء أمورِنا بالدّرجة الأولى ولكنّ فرنسا تبقى شريكة هذا الوطن الأزليّ منذ أكثر من قرن. ولن تمحو صداقتنا لا مئوية ولا ألفيّة.
كلّ الشعوب التي مرّت على هذه الأرض عاثت فيها خرابًا وفسادًا وأحدثها العثمانيون المتزمّتون ولاسيّما الصهاينة رؤوس الأفاعي المسمّمة وجميعهم جمعٌ غير عاقل. وحدها فرنسا التي سكنت أرضنا وأورثتنا مؤسسات ودستورًا وثقافة وفكرًا.
تحيّة صداقة وعُرفانًا بأجمل جميل لفرنسا، دولة الذوق والحسّ المرهف والجميل. لبنانيون وفرنسيون حال واحدة واتجاه واحد ومعقلٌ واحد ومدرسة واحدة.
باختصار، جميع الدول تأتي مرتبتها بالنسبة لفئة كبيرة من اللبنانيين بالدرجة الثانية بل الأخيرة وأوّلها الولايات المتحدة الأميركية صهيونية المنشأ، أمّا فرنسا فتتربّع على عرش المرتبة الأولى. شكرًا فرنسا!
إدمون بو داغر