لبنان ليس مأوىً لأزلام إيران!
خَرَجَ منذ بضعةِ أيّامٍ أمين عام حزب السلاح يتوعّدُ اللّبنانيين بحربٍ أهليّة، مُحدّدًا منهجيّة تشكيل الحكومة، رافضًا حكومةَ الإختصاصيّين، مُصرًّا على حكومةِ سياسيّين طائفّيين، وعلى أثرها ظهرَت عوارضُ السّعادة الكيديّة على الطامع بالكرسي جبران باسيل. يرفُضُ طبعًا حزبُ السّلاح حكومةَ الاختصاصيّين ومعه زُعماء البرتقال لأنّ الاختصاصيّين لن يتعرّفوا على مصالح الأحزاب الطّائفيّة. منذ 17 تشرين 2019 حتّى هذه السّاعة يتبيّن من خطابات نصرالله أنّ حزبَه وبالشّراكة مع بقيّة العصابة يحمي النّظام الطائفيّ بكلّ مكوّناته، ولولا سلاحه لسقطت هذه المنظومة منذ زمن.
لم يذكر في خطابه الخُنفشاريّ على غرار أزلامه، أسباب الأزمة الإقتصاديّة التي هو سببها: لم يذكر مثلاً سيرة حليفه الذي يتحكّم بمفاصل وزراة الطّاقة منذ 12 سنة وقد هدَرَ إلى اليوم 46 مليون دولار تقريبًا، لم يأتِ على سيرة تهريب المازوت والطّحين والقمح على الحدود اللبنانيّة- السوريّة والمدعومين من أموال الشّعب اللبنانيّ، لم يأتِ على سيرة العقوبات الإقتصاديّة التي يذهب ضحيَّتها الشعب اللبنانيّ بسبب حربه في سوريا والعراق واليمن، لم يأتِ على سيرة عزلة لبنان عربيًّا ودوليًّا بسبب خطاباته العدائيّة ضدّ العديد من الدّول. ينزعجُ من قطع الطّرقات ومن تحرّكات اللّبنانيّين النّاقمة، ولكنّه لم ينزعج من تصنيع الكبتاغون، وبفضل ميليشياته تحوّل لبنان إلى دولة مُصنّعة للكبتاغون.
وعيدٌ وتهديداتٌ واضحة المعالم والأسباب، والسّبب الأوليّ في خروجه العنتري عبر الإعلام، هو أنّ شعبَه بدأ يشعرُ بالفاقة ووطأةِ العقوبات الأميركيّة، هو الذي تمرجلَ يومًا وقال: إنّ الشّعبَ اللبنانيّ سيجوع بينما بيئته “مضمونة”.
هل يتحمّل حزب السّلاح وضع عصيّ بدواليب الحكومة؟
هذا البلد أكبر من أن يتوقّف مصيره على جبران باسيل وسعد الحريري وحزب السّلاح!
إدمون بو داغر