لبنان من لامبالاة الغباء الى الخيانة العظمى؟
“الغباء يقتل!” حكمُ حقٍ بوجه اباطيل الاحكام، أطلقه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. وما اراه أدرك انّ حكمه ما كان لينطبق الاّ على شعب لبنان.
شعب يقارع البراهين بلغو التذاكي، ويبدع بإبتكارات التكابر، ويحيا بإلهامات التكاذب.
شعب يهدس بالعطاء، ويستميت في الاستجداء، ويتقن نهب ما استجداه.
شعب يتلّبّس القدسيات، ويتجلبب بتكديس المدّنسات، ويتباهى بإنتهازية الإنفصامات.
شعب يدّعي العفّة، ومحاجره اوكار بغايا، ومداركه عربدة نجاسة.
شعب يتمنطق بالخلقيات، وخلقياته ابتداع مكر، واستفاضة شتم، ووجوب خداع.
شعب انتماؤه الفرديّة، ورفقته الاستبعاد، والإتجار بعرضه خيار.
شعب يجاهر بهندسات حلّ الضمير، وتأليه الاقصاء، واتقان التبرير.
اولياؤه منه، وهو ليس منهم براء.
هم يعدّونه غنيمة. في تصارعهم يبيعونه، وفي مضارباتهم يقامرون به، وعلى إجماعهم ينحرونه. في لا حيائهم، ينهون الشوارع على اسماء من استعبدهم، وعلى شعبهم جعلوهم اشباه رجال، فيما باب سفارة يركعهم.
مستبيحوه، مستغلّونه، محتقرونه هم.
من استباقياتهم ضغائنه، وفي توافقياتهم تبادل مظالمه، هم.
ايّ شعب في العالم يقع فريسة عصابة الفشل والعجز واللامسؤولية وعديمي الكفاءة، ضحية عصابة القرار والقرار المضاد واللاقرار، عصابة انهياره التربوي والاقتصادي والمالي، عصابة افلاسه الاخلاقي والصحي ونهب جنى عمره، وبأنفة التعالي يعيدها على اكتافه؟ لها ينشد النشائد، ممجّداً اجدادها، مسبّحاً ابآءها، ومتكلّلاً بالمسبق بابنائها!
اجل! قاتل هو الغباء. غباؤنا كشعب مجرم بحق ذاته. يضحي بذاته لتسود عليه عصابة ادنى من ادنى الموبقات. فلندُسها ولنقُم من لامبالاة ذاتنا الخانعة، المهشمّة، المعدمة، ولو لمرة، شعب “لا” مدويّة، و”كفى” هادرة بعويل “إندثروا” يا من ارديتمونا الى ما دون التراب… كي لا يُضطّر من سيبقى منّا وحيداً ها هنا، ان يستجدي ذات مساء المغفرة من ابنائه عن جريمة الخيانة العظمى التي ارتكبناها بحقنا وحقّهم علينا، صاغرين، ساكتين، مرتضين هوان الذل على الكرامة، والعبودية على الحرية والموت على الحياة!
غدي م. نصر