لبنان يُنتَحَر!
إنه الحريق الثاني في مرفأ بيروت بعد مجزرة 4 آب. سنسلّم جدلاً أنه غير مفتعل وتلحيم وقدر، بأي منطق تترك مواد قابلة للإشتعال كالزيوت والإطارات وغيرها في مكان تجري فيه “التحقيقات”/ التلفيقات حول أسباب إنفجار أبكى بيروتنا دماً وأوقف الزمن وأمات الأمل.
وفرضاً هذه المواد تركها اولاد الأفاعي في المرفأ من دون أن تحرّك جميع المآسي التي تلت جريمتهم أي ضمير أو حسّ بالمسؤولية عندهم، كيف يُسمح بتلحيم مستودع يحوي هكذا مواد؟
مارستم القتل البطيء على مدى سنوات، فنحن منذ نعومة اظافرنا لم ننعم ليوم واحد بوطن، بأمان، بحياة مستقرة، نحن نتسابق مع الموت يومياً ونركض هرباً من الخطر بينما نعمل من أجل لقمة نشتري فيها كرامتنا، ولأننا شعب عنيد لم ينفع معنا الأسلوب البطيء فسرّعتم العملية. ومن لم يقتله الإنفجار- المجزرة تحاولون قتل ما تبقى من حطام قلب داخله، من دفن زملاءه في فوج الإطفاء منذ شهر استجمع قواه وجرأته وذهب مجدداً الى حيث وجد أشلاء رفيقه ليطفىء نار عهركم، جزمة هذا البطل أشرف وأعظم من أكبر مستوطن فاشل وعميل منكم.
متمسكون بكراسي العار لا يهزكم استهزاء المجتمع الدولي بكم ولا تخجلكم حرقة قلوب الأمهات، ولا تؤثر على نومكم العميق دعاويهم. توقفتم عن الاستنكار وانتقلتم الى اسلوب الفجور. أنتم مستعدون لا بل مصممون على إبادتنا كي تبنوا مزبلتكم على جثثنا لكن المشكلة أننا شعب يضحك على ما يُبكي فلا يكسره شيء حتّى الموت!
أنتم لن تنزلوا عن عروشكم والشعب مش رح يطلع، ولذلك لن نتلاقى، مع أننا على أرض واحدة نعيش فيها كالغرباء بحثاً عن كرامة وانتماء.
لكن أنتم سيصفيكم أسيادكم ونحن سنبقى في لبنان الذي تنتحرون!
اليانا بدران