لتتأهّب شعوب الأرض!
الحقيقة تكمن في قول الأنبياء عن غضب الله على شعب إسرائيل أي صهاينة الدماء وليس كما حرّف نتنياهو كلام النبي أشعيا.. لم يعُد يعنينا ما يقوله المحلّلون السياسيّون والنّاطقون الدوليّون الرسميّون المنحازون ضدّ الحقّ أو الحقيقة! نحن معنيّون فقط بكيفيّة اندثار الشّر وعملائه في المجتمعات العالميّة، بل عن الكوكب برمّته. ولا يحسبَنَّ أحدٌ أنّ نهاية الشر والأشرار المتحكّمون بالعالّم وبمقدّراته لزمنٍ طويل ستكون بسيطة كما يصوّرها بعضُ السُّذج، بل سيكون هناك سفّاحون و”فدائيّون” و”مُفتَدون” ولكلّ تسمية معنىً يحتملُ صفحاتٍ من الشّرح والإسهاب. وهذا أبسطُ المنطق. ولا أحد يعي هذا الواقع إلاّ قلّة قليلة من النّاس، هم في الحقيقة ليسوا سوداويّين، بل بالعكس، إنّهم رؤيويّون، بل متبصّرون في الحقيقة ومعظمهم مؤمنون، وأبناء الرّجاء والقيامة، لأنّهم على يقين بأنّ الشر أخذ يدمّر نفسَهُ متّجهًا نحو الهاوية الحالكة، وبعدها الإنتصار وحلول السّلام وملكوت الله.
لنعدْ في هذه الأزمنة إلى كلام النبيّ أشعيا في الكتاب المقدّس، هذا النبيّ هو نفسه أعلن عن مجيء المخلّص يسوع المسيح، وهو نفسه تكلّم عن غضب الله على شعب إسرائيل، وها هو قوله فيهم: “وأثار الربُّ عليهم خصمَهُم رَصينَ وسلَّحَ أعداءَهم الآراميين من الشّرق والفِلَسطنيّين من الغَرب ليلتَهموا بني إسرائيل بملءِ أفواههم. مع هذا كلّه لم يرتدّ غضبُ الرب، بل بقيت يدُهُ مرفوعةً عليهم، لأنّهم لم يتوبوا بعدُ إلى الربّ القدير الذي عاقبَهم ولا طلبوه فيقطعُ من بني إسرائيل الرّأس والذّنب، والنّخلَ والقصبَ، في يومٍ واحد.”(أشعيا 9). فكيفَ نقرأ هذا الكلام على ضوء أحداث اليوم؟ ولا يقلْ أحدٌ في نفسه أنّ هذا الكلام عفا عليه الزّمن أو عتيق الطّراز، بل كلام الرب صالح في كلّ آنٍ ومكان.
وفي موضعٍ آخر يذكر أشعيا معلنًا التأهّب لشعوب الأرض جمعاء، وهذا الكلام أوضح من الشّمس: “إرتعدوا أيّها الشّعوب وافزعوا. أصغوا يا مَن في أقاصي الأرض. تأهّبوا وافزعوا. خطَّتُكم مهما تكن تفشلْ، كلامُكم مهما يكنْ لا ينفعْ، لأنّ الله معَنا.”(أشعيا 8). وللقائل بأنّنا ننعي ونُعلّ النفس بأخبار مُقلقة، نقول له بأنّ الحقيقة هي أمل ورجاء إن كنت بالحقيقة مؤمنًا.
إدمون بو داغر