لنركعْ بسبب جَهلِنا!
“ومَن منكم إذا اهتمّ يقدرُ أن يزيدَ على قامته ذراعًا واحدة” (متى 6:27).
تساؤلات وحقائق تجعلُ من الذي ادّعى الإيمان والتديّن والعفاف، إنسانًا خاطئًا وناقصًا وملوّثًا.
هل تخضعُ الدُّوَيْلة لمنطق الدَّوْلة، أمْ ستظلُّ تشرعنُ لنفسها منطقَ التسلّح الغاشم وفي ظلّ حصانة الدّولة اللبنانيّة النّاقصة جيشًا وداخليّةً وأمنَ عامٍ وأمنَ دولة وجمارك وحكومة ومجلس تشريع ورئيس هذا إن وُجد هذا الأخير كضيف شرف لا أكثر؟
هل سيبقى منطقُ القوّة والبطش والسّلاح الأبيض والأسود والمتلوّن سائدًا باسم الطّائفة والدّين والمنطقة والعشيرة، مهدّدًا بالتّالي أمنَ وسلامَ المُواطن والوطن؟ هل هذا ما ما أوصت به الكُتب المقدّسة المسيحيّة والإسلاميّة؟ وهذا الكلام موجّه لجميع المتديّنين على اعتبار أنّهم الأمناء على الوصايا والتّعاليم السماويّة. وبالمناسبة وبما أنّهم مصرّون على ممارسة منطق شريعة الغاب، فليخرسوا وليكفّوا عن الوعظ والتّبشير لأنّهم غير مستحقّين، وليُسقِطوا عن وجوههم براقع المَكر لا بل براقع الدّواب.
باختصار، معظمُ مَن في السّلطة ومَن يتشدّق بالعفّة هم أنذال وأوباش وأرذال وأوْغاد وحُثالة ورُعَاع وسَفَلَة وعُفَاشَة وهَمَج، وكلّ هذه النّعوت تليق بهم. أضفْ إلى ذلك أنّهم سُوقَة، وبتعبير آخر أنّهم ممّن يتاجرُ بالسلاح والمخدّرات والدّعارة والنّساء، وهذا النّوع من المُتاجرة هو على أنواع، والزّنى واحد ونصرّ على كلمة واحد. لذلك فليكفّوا عن إعطاء دروس في العفّة والطّهارة والتّبشير.
وصدقَت المَقولَة المذكورة شرعًا: “إذا ابتُليتُم بالمعاصي فاستتروا”، ما يعني أنّ هؤلاء الذي نصّبوا أنفُسَهم ديّانين على الآخرين هم تجّار مخدّرات وسلاح وعُبّادٌ لأجساد النّساء، وللمساكنة وهذه الأخيرة هي أيضًا تنافي العادات والتّقاليد الشرقية والمسيحية والإسلاميّة، ما يعني أنّهم خطأة ملوّثون، وقد ابتَلَوا بأكثر.
في المحصّلة، قالها السيّدُ المسيح صراحةً: “لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ، وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ.” (متى 7:2). وجاء أيضًا في إنجيل القديس يوحنّا قول السيّد المسيح: “وَلَمَّا اسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ، انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلًا بِحَجَرٍ!” (يوحنا 8:7).
إدمون بو داغر