لن تَسْلَمَ الجرّة من الطّحن..!
لا يحسَبَنَّ أحدٌ أنّ الذلَّ الذي عاناه المواطن اللبنانيّ يا أنذلَ الأنذال سيمرّ وستُطْوَى صفحته وكأنّ شيئًا لم يكن، بل سيرتدّ عليكم لعنةً وعلى أحفادِكم من بعدِكُم، واللّعنة هي أعظمُ غضبِ الله على أحقرِ المخلوقات.
عندما يحتمي الفاسدُ بعباءة الدّين، تمامًا كمن يحتمي أفسدُ الفاسدين بعباءة الـbodyguard و“كم واحد وظّي”، وهذا هو حجمُكُم؛ أصغرُ مخلوقٍ في الأرض، هو أعظمُكم شأنًا! حَسِبْنا أنّه سيدعو “صيصانَه” إلى التروّي وضبط النّفس، ولكنّه حرّضَهم على الفجور تحت عنوان: “انتهى زَمنُ الشّتيمة بدون جواب”، عِوَضًا من أن يعمَلَ بالمثل القائل: “إذا ابتُليت بالمعاصي فاستتر”، ولكنّ تعبير “تفووه عليك” كان بالنّسبة له كَمَن تُمطرُ السّماء، وما كانت النّتيجة سوى أن أظهَرَ دونيّة أخلاقيّة وضربةً صاعقة صوّبَهَا على ذاته، وما هو إلاّ دلالة على إفلاسٍ وهستيريا. على أيّ حال النوّاب والوزراء ومَن شاكَلَهم، ومَهْمَا حاولوا التمرّد، هم خدّامٌ بل “عبيدٌ” لدى الشّعب. ومَن “ينتف في ذقن” المواطن ويُذلّه يوميًّا ومن ثمّ يعتدي عليه بالسّحل إذا ما بصقَ بوجهه، ليس سوى مريض وحَقود وانعزالي وإلغائي.
توازيًا، لا يحسبنَّ أحدٌ أنّه إذا ما اعتذَرَ سعد الحريري عن التكيلف ستَسلَمُ الجرّة من الطّحن، بل على العكسِ تمامًا، فمن استأثر سابقًا بوضع الشّروط والمعايير وفَرَض على الحريري تعبئة الخانات، سوف يكرّر شروره على أيّ رئيس جديد قد يُكلَّف. فلَن يُفرج عن حكومة الاختصاصيّين إلا بانفجار يودي ببعض “الطّاسات” الخاوية. ومَسْخَرَةُ المَساخر، أن نبيه برّي يعملُ لدنياه كأنّه باقٍ أبدًا، وخلفَه تتلطّى الحرباء الصّفراء، وفي وسط السّاحة أفعى برأسَيْن قبضت على المؤسّسات ونهشت الدّستور.
ختامًا، وفي بارقةِ أملٍ، وبعد أن ضغط البابا فرنسيس دوليًّا، أُدرجَ ملفّ لبنان على “أجندة” اللّقاء الأميركي مع الرّوس، لأنّ لبنان لم يكن من أولويّات بايدن في الأساس.
إدمون بو داغر