لهذا نحن صامتون …
مللنا جداً حتّى وصلت بنا الامور الى درجة عميقة من اليأس، نحن جيل الشباب الذي ولد بعد الحرب وما زال يعيش تبعاتها. من استطاع منّا الهرب الى الخارج فعل ومن لم يستطع مسجون هنا ينتظر الفرج ولا يعلم من أين سيأتي. نشغل أي وظيفة تتاح أمامنا ولم نعد نسأل إن كانت تناسب كفاءتنا أو مستوانا العلمي أو خبراتنا. لم تعد أهدافنا بناء مستقبل باهر وتحقيق ذواتنا. جلّ ما يهمّنا تأمين الدواء لأهلنا وإعالتهم، تأمين البنزين كي نتمكن من الذهاب الى العمل كل يوم، تأمين كلفة فاتورة المولد ومصاريف الاكل والشرب بحدها الادنى.
فيما في بقعة أخرى من الارض أبناء جيلنا يبنون قصور احلامهم يتطورون في أشغالهم يبحثون عن سبل لتطوير خبراتهم أو حتّى يؤسسون أعمالهم الخاصّة. يختارون بين شراء منزل جديد أو رحلة نقاهة الى بلد آخر ونحن نختار بين 200 غرام لحمة لطبخة الغد أو كيلو عدس!
جعلتم منّا جيلاً عاجزاً بائساً كهلاً همومه أكبر منه ولا تخجلون ولا يرفّ لكم جفن! كل ما تفعلونه مسرحيات تدّعون بها محاسبة هذا وذاك وخطابات تؤكدون فيها رفضكم لاقرار مزيد من الاعباء على كاهل المواطن فيما أنتم كلكم شركاء في مجزرة قتله اليومية عن سابق تصور وتصميم وبكل دم بارد!
وما زلتم حتّى اليوم تدّعون أن القرارات بيدكم وانكم أنتم من تقررون تأجيل الانتخابات أو إقامتها بتاريخها وأنتم من سيجرجر رياض سلامة للمثول أمام القضاء وكأننا لا نعلم أنكم دافنينو سوا! كفى استغباءً لعقولنا إن صمتنا ليس تعبيراً عن رغبتنا بحضور المزيد من عروضكم السخيفة ولكنه صمت من حاول الصراخ والتعبير عن حزنه وخيبات أمله مرّات عدّة من دون جدوى حتّى وصل الى مرحلة لم تعد أي كلمات تفي ما يشعر به حقه.
اليانا بدران