لولادة مرفأ حيفا.. يموت مرفأ بيروت!
ميناء بيروت الذي كان لعدة عقود بوابة الخليج وآسيا، دمرته إسرائيل ليصبح مرفأ حيفا البوابة الآسيوية البديلة شرقي المتوسط. التخطيط الإسرائيلي الذكي لهذا المشروع توالى فصولاً مع صفاقة الحكام اللبنانيين وتكالبهم وراء الفساد، بانتظار الفرصة الذهبية الآتية من دولة الإمارات، ألا وهي التطبيع مع إسرائيل، والتواصل مع أكبر مؤسسة موانيء إماراتية في العالم، DP World، وأكبر ميناء في الشرق الأوسط، “جبل علي” لتطوير مرفأ حيفا الموصول بميناء إيلات بالسكة الحديد، وفتح طريق شحن لا تقارَن بين البحر المتوسط وآسيا.
تدمير مرفأ بيروت واكب هذا التخطيط الذكي. هنا لا يُستبعَد الحزب من هذا التدمير، لقد أخفى أولاً معالم “جريمة العصر” وحصولها بالقصف عن بعد، وثانياً بالحريق الكبير الذي التهم بقايا المعالم والوثائق، وثالثاً بمنع تحقيق أممي في الجريمة والإكتفاء بالقضاء، أو “مركز اللفلفة اللبناني”. وبعد أن تملصت إسرائيل من مسؤولية مرفأ بيروت، وقّعت مع المليونير الإسرائيلي شلومو فوغل الشريك في الموانيء الإسرائيلية ومالك شركة “دوفر تاور” في دبي عقداً بقيمة 600 مليون دولار مولت معظمها البنوك الإماراتية، لتطوير ميناء حيفا الذي بدأه الصينيون، ووضعه قيد الإستعمال في أسرع وقت.
لماذا قرر إخواننا الإماراتيون التخلي عن محنة لبنان والتعامل مع “العدو الصهيوني؟” لأنهم قوم يتعاملون بالوقائع وليس العواطف، ويعلمون أن المرفأ اللبناني كان “فارسي” الوجه واليد، يستخدمه الحزب لتوريد واستيراد البضائع العينية والحربية والممنوعات مع إيران، ويحتفظ بنصف مداخيله دون الدولة اللبنانية. وعليه، تأتي حيفا الآن بدل بيروت وإلى أجل غير مسمى. لقد تم إبلاغ الخليجيين بوجوب استكمال التجهيز على أيديهم. وبدأت البنوك الإماراتية، في
غيبوبة “إخوانها” اللبنانيين، فتح أبوابها للإسرائيليين. فمن أين لك يا لبنان أن تعيش مع هذه الطغمة المتحكمة بمصيرك!
هادي عيد