ليست سِوى البداية!
تتراقصُ الدّول بمسيّاراتِها وبوارِجها أرضًا وجوًّا على وقع طبولِ المدافع، منها ما يسقط ومنها ما يبقى مُحلّقًا ولكنّه سُرعان ما يسقط. ولغاية هذه السّاعة لازالت الأمور منضبطة والقواعد الحربيّة على حافّة الإنفجار، وبالتّالي فكلّ السيناريوهات مفتوحة.
وعلى موجةٍ أخرى، منفصلة عمّا يحدث من اضطراباتٍ أمنيّة واختلاطِ أوراقٍ دوليّة ومحليّة، لازالَ صبيانُ دولة لبنان الحاليّة المكروهين من الأغلبيّة السّاحقة، والمجبولين بالكذب والتّضليل يُمعنون بشهاداتِ زورهم. إلاّ أنّ المنطقَ يقول أنّ هذا اللبنان الذي يعيش تحت رحمةِ الغرب والشّرق ليتنفّس من وقتٍ لآخر هواءً اقتصاديًّا أو رئاسيًّا أو حكوميًّا لا يمكن أن يستمرّ على هذا النّحو. ومن هنا وَجَب النّظر في اختلاط أوراق الدّول وتبعثر حساباتِها لعلّ هذه الإنعطافة الدوليّة، لا بل الإستدارة إلى الخلف التي ستؤدّي إلى سقوط العديد من الدّول تأتي بانعكاساتٍ إيجابيّة على الداخل اللبناني. بتعبيرٍ آخر، لعلّ من خلال تلاشي سطوة المارد الدوليّ، تتلاشى الضغوط المتمرّدة على وطننا، وتنسحب بذلك عن أراضيه ومن جديد كلّ قوّة غريبة فرضت نفسها علينا، وبالتّالي موجة “جراد” النّازحين السوريين واللاجئين الفسلطنيين.
ما نستنتجهُ من اللقاءات المتلفزة ومختلف الحوارات الإعلاميّة- السياسيّة أنّ القضيّة الفلسطينية والعقيدة الإسرائيليّة تحكمهما في نهاية المطاف التسوية، نعم، لا مجال سوى التسوية. ولكن، هذه القضيّة قبل أن تدخل “فرنَ التسوية وتستوي”، ستُحرقُ أيادي دولية ومنها مَن سيترمّد، والمنتصر هو من سيقود التسوية والمفاوضات. إذًا، لازلنا في البداية.
إدمون بو داغر