“مئويّة التغيير”
ما من شيءٍ يدوم في هذا الوجود !!
فقط دموع الحق على الباطل، هي التي تدوم!!
يا أيّها القرّاء، ستتصدّر أفكاركم علامة التعجّب!!
فحياة الإنسان مقيّدة ” بالمئويّة”
أما حياة الطبيعة فليس لها حدود!!
يعتقد الإنسان أنّه يستطيع تملُّك كلّ شيءٍ في الطبيعة، متناسيًا أن تلك ” المئويّة” حُدّدت من أجل الحدّ من أطماعه، قائلةُ له: ” المُلك لله”!!
تعالوا معًا ننظر إلى حاضرنا، ألا نلاحظ أن مسيرة حياة الإنسان، تحدّدها تلك ” المئويّة”؟
طبعًا. وسؤالنا الوحيد هو: كيف؟!
نحن على أبواب الاحتفال بمئويّة إعلان لبنان الكبير. فإذا عدنا إلى هذا التاريخ ، ألا نلاحظ أنّ الحياة السياسيّة قد انقلبت رأسًا على عقب؟ فما نشهده اليوم في لبنان من تطورات، أليس ذلك بانقلابٍ على السياسات التي اعتُمِدَت منذ مئة عام؟ بالطبع نعم!!!
فلنستعرض معًا الآن الأحداث الحالية في لبنان …. فئة كبيرة من اللبنانيين يطالبون بتغيير الوجوه السياسيّة، فطريقة المطالبة تغيّرت وتبدّلت معاييرها؟ بحيث لم تعد تكترث للمقامات والزعامات، والمراكز السياسيّة والأحزاب وغيرها… المطلب الوحيد ” بَدنا نْعيش”. مع العلم أنّه منذ فترة قصيرة أي قبل إقتراب موعد المئويّة، كان الشعب يطالب بتحقيق مطالبه بطريقة لبقة إلى حدٍّ ما. أما اليوم، أصبحت مطالبه مُنزَلة، وإلاّ صفّارات الإنذار ستنزل على رؤوس السياسيين من دون إذنٍ أو دستور.
كما تنطبق هذه المئويّة على حياة العائلات أيضًا. فذاكرة الإنسان تتفاعل لمدة مئة سنة إلى الوراء لا أكثر، وإلا ستلجأ إلى الكتب والمراجع. فإذا حاول كلّ فردٍ منا استرجاع ماضي عائلة قريبة منه ، كانت ثرية، لديها أملاك، وأموال، ومع اقتراب المئويّة، انقلب وضعها الميسور، إلى وضعٍ متدهورٍ جدًا،لا بل على شفير الهاوية “الفقريّة”.
يقال في العاميّة “الدنيا دولاب” وهذا الدولاب يدور دورته بالكامل كلّ مئة عام!!!
فالعائلات الفقيرة تصبح ثريّة، والعكس بالعكس!!
وينطبق هذا التغيير أيضًا على الزعامات، والأحزاب، والاجتماعيات…
لنأخذ مثالاً حياة “جبران خليل جبران” والمناخ الطفوليّ الذي عايشه، وسط عائلةٍ فقيرةِ على الصعيدين المادي والاجتماعي. وهذا الوضع السيئ، بدأ يصعد السلم درجة درجة، ومع المئوية وصل “جبران ” إلى العالميّة.
أما العائلات المرموقة كما يقال، التي عاصرت “جبران”، ماذا فعلت بها “المئويّة”؟
الحديث يطول ويطول… نحن الآن على أبواب” المئويّة” السياسيّة، فلا تتعجبوا ممّا يحدث في لبناننا!!
آن الآوان للتغيير، فأجراس الكنائس وآذان الجوامع بدأت مئويتها الإنقلابيّة على الفساد السياسي، وأصبحت تناشد: تعالوا نحتفل بالمئويّة على أصوات تمجد الله بدلاً من تمجيد السياسيين الذين سيبدأون بتسديد فواتيرهم”المئويّة”.
عشتم وعاشت المئويّة الثورويّة والانتفاضية في وجه الجهل، والظلم، والعبودية!!!
صونيا الاشقر