ماكرون يعد بحلول و”جماعتنا” ينعون!
دام الخطاب الرئاسي لإيمانويل ماكرون ساعتين سرد فيه برنامجه، بل رؤياه لفرنسا، لا تقتصر على الخمس سنوات من ولايته المقبلة، بل تشمل الأجيال المقبلة. تناول المرشح ماكرون جميع الملفات وشرح بالتفاصيل وبكل شفافية كيف عالجها في عهده السابق، وكيف سيكمل المسار لو انتخب من جديد. ومن الوعود التي قطعها للشعب الفرنسي “اختراع حلول للبنان الذي نحب”.
كيف لا نقارن بين المرشح الفرنسي، والمرشحين اللبنانيين الذين لا مشروع لهم ولا رؤيا بل كذب ونفاق ونكران للآخر. ولا احد منهم يعد بوجود حلول للبنان ويكتفي بالنعي والبكاء على الاطلال.
كلّنا يعني كلّنا !
بعدما وحّدت اللبنانيين من مختلف الطوائف والمذاهب والاعراق والنسب ضدّها، نجحت الدولة اللبنانية بتوحيد المواطنين اقتصاديا فأصبح الغني والفقير متساويان كونهما يتسولان بالتساوي على ابواب المصارف.
نعلم جيدا كيف وصلنا الى الافلاس المالي، لكن ما يذهلنا ان المسؤولين لا يزالون في حالة غيبوبة، بل نكران للواقع الذي نعيش والذي يهدد بتغيير كيان الوطن برمته. وطن ضاعت فيه المقاييس والقيَم منذ فترة غير وجيزة، وبدأ مرحلة جديدة وهي استغناء المواطن عن خدمات الدولة والاتكال على نفسه.. والله.
سنبقى على هذه الحال حتى ولادة روح وطنية ومواطنية جديدة. اي ولادة لبناني جديد سيبني وطنا اجمل مما كان. هذا اذا ترك له المسؤولون مجالا لتحقيق الحلم كونه يستوجب رميهم بالبحر كشرط اساسي للنهوض.
لكن الانتخابات النيابية، لو حصلت، ستكشف ان غالبية المافياويين باقون، والمواطن سيهاجر.
كلّنا في الأمر مذنبون.. كلّنا يعني كلّنا!