مبروك حكومة الأسياد!
رُزقنا بحكومة! لا تقنية ولا مستقلة، حكومة تقاسم كراسي بين المافيا الحاكمة التي نهبتنا لعقود، وهي تطمح الى المزيد ولو هلكنا جميعا. لكننا على الاقل نتمتع بسلطة شرعية، ولو انها لا توحي بالثقة داخليا وخارجيا، كون وزراؤها يأتمرون بأسياد مكانهم الصحيح في السجون، بل معلّقين في الساحات العامة. رغم ذلك ستبدأ الدول الصديقة، وفي مقدمتها فرنسا، بمساعدتنا للخروج من دوامة الموت وبدء ورشة ترميم القطاعات الحيوية التي دمّرها الفراغ السياسي والانهيار المالي.
لا نعد اللبنانيين بمشوار سهل وممتع، ان مسار الترميم اشبه بدرب جلجلة شاق ومؤلم، لكنه السبيل الوحيد لإعادة بناء وطننا المدمّر. ليس وطن الرفاهية المزيّفة الذي عرفناه، بل وطنا مبنيا على اسس اقتصادية قابلة للعيش.
التحديات..والسخفاء الجدد!
نعم.. مَن نهبونا مستمرون بإدارة البلد، كيف لا وهم منتخَبون وشرعيون. من هنا قلقنا على سبل تغييرهم ديمقراطيا بانتخابات نيابية، كونهم لا يزالون اصحاب القرار وصانعي القوانين، ومستعدون لحرق البلد بدل التنازل عنه. هذا ما سنحاول ضبطه من خلال “العصي” الخارجية الجاهزة مسبقا، لكن الملحّ اليوم انقاذ حياة اللبنانيين.
صحيح ان الفرنسيين سيجمعون ما بوسعهم من مساعدات الدول المانحة لكن ذلك لن يكفي، ولا مفر من اللجوء الى البنك الدولي وصندوق النقد لسببين. الاول هو تمويل نهوضنا الاقتصادي والمالي. والثاني لا يقل أهمية وهو ان المؤسسات الدولية ستراقب السلطات المحلية وتشرف على كل الإجراءات القانونية والتنفيذية. بدءا بالتدقيق الجنائي وتثبيت سعر الصرف وصولا الى ميزانيات الوزارات، مرورا بالضرائب واعادة اعمار قطاع الكهرباء والماء والصحة، وغيرها من المرافق الحيوية…
يبقى السؤال الأساسي: هل سيسمح هؤلاء أنفسهم الذين منعوا اي محاسبة، بفتح الدفاتر وفضح الأرقام؟ هذا ما ستكشفه الاسابيع القليلة القادمة، لكن ما سمعناه من سخافات على ألسِنة وزراء جدد تجعلنا نخشى ان نترحّم على حكومة دياب!
جوزف مكرزل