“مضاجعة” رئاسيّة!
إقتربت الطّبخة الرئاسيّة من الانتهاء وعلامات انتهاء هذه الطّبخة تتجلّى بحراك الإعتدال والإشتراكيّ وما بينهما التيار. وآخرُ مبادرات جمع التّكسير هو ما قام به رئيس التيار الوطنيّ الحرّ جبران باسيل والذي بدأ بجولة افتتحها من بكركي واستكملها في عين التينة وياسبحان مغيّر الأحوال: خصمان يتلاقيان في “مضاجعة” رئاسيّة. وبالرّغم من إرادة باسيل إبقاء هذا الحراك المتبوع بطرح رئاسيّ تحت جناح السريّة، فإنّ مصادر إعلاميّة تقول إنّ باسيل يريد أيضًا استقطاب عدد من الكتل كالدّيموقراطي والمستقلّين في محاولة ليصل عددهم إلى خمسة وستين نائبًا (65).
وفي المقابل، تصدحُ أبواق قصر إهدن على إثر مبادرة باسيل المتموّجة بمبادرة أخرى غطّت على جناح السّرعة برؤوس عابرة تمرّ بأجواء معراب الإقليمية. وقد أعلن سليمان فرنجيّة من ذكرى مجزرة إهدن عن المبارزة الرئاسية مع رئيس حزب القوّات اللبنانية سمير جعجع.
باختصار، منطق الأكثرية والأقلية هي هرطقة ابتدعها جبران باسيل، وإذا ما عدنا سنوات إلى الوراء يتبيّن لنا أن عددًا من رؤساء جمهوريّة لبنان تعاقبوا على كرسيّ الرئاسة اللبنانية ولم يكونوا يتمتّعون بأكثرية مسيحية، وهذا هو الأفضل، وذلك لسبب رئيسيّ وهو التالي:
إذا كان رئيس الجمهورية متحرّرًا من أكثرية مسيحية أو بتعبير آخر قاعدة مسيحية كبيرة، لن يحملَ على كتفَيْه وزر همّ قد يُغرقه في رمال الدّولة المتحرّكة، (كما حدث أخيرًا)، بل سيتمتّع بحيّز من الحريّة على غرار النّحلة التي تمتصّ رحيق أنواع عديدة من الأزهار وتستخدمها لتطوير فسيفساء حلوة وفريدة بما يميّزها ولا بما يطبعها ويسِمُها.
إدمون بو داغر