«من الحفاض إلى الكفن!»
لم يعد منطقياً استعمال تعابير الموالاة والمعارضة، والأكثرية والأقلية، ولقد بطلت التسميات التي اعتدنا عليها تباعاً ومنها 14 آذار و 8 آذار.
لكن المؤكد الوحيد أن ألسنة معظم السياسيين أصبحت أغلظ من جلد الخرتيت بسبب «لحسها» المتواصل لتصريحاتها السابقة، كما أصبحت خصورهم أنحف من خصور الغزلان بسبب «التكويع» المتواصل عن مواقفهم السابقة.
يُجرّد الواحد من هؤلاء السياسيين لسانه، ويُطاول السماء في تصلبه وتعنته في مواقفه … وفجأة، وبسحر ساحر ينقلب «توافقياً» ومُتفهماً، وفي أسوأ الحالات «متحفظاً».
المصيبة أن معظم السياسيين، بشخصهم وتصرفاتهم، يختزلون طوائفهم ومناطقهم والقرارات المتعلقة بشؤون العباد.
ومنتهى الوقاحة أن يُطلب من الناس «أن تطوّل بالها» على أهل السياسة تحت مبرر أن هناك أشياء أهم للبحث والتشاور من لقمة عيش المواطن ومستقبل أبنائه!
للأسف لقد ابتلينا بهذه الطبقة السياسية اللبنانية، وسوف تلازمنا هذه الطغمة وتتحكم بمجريات عيشنا في مسيرة حياتنا «من الحفاض إلى الكفن»، لأن الشر ينتصر دائماً طالما أن الرجال الخيّرين يقبعون مكتوفي الأيدي!
عبد الفتاح خطاب