من سيذهب أولاً: نصرالله أم نتنياهو؟
الصديقان اللدودان يقفان فوق مأساة تفجير المرفأ على مفترق طرق. كل منهما يستقوي بظهيره الأجنبي، طهران أو واشنطن، للتحكم بأبناء بلده. الأول أسلحته العمامة المقدسة وصواريخه المكدسة والوعد بتحرير فلسطين والصلاة في القدس، والثاني يمتشق أدوات حرب ربيبه الكاوبوي وإنجازاته السياسية في العالم العربي النائم على حرير الجهالة وقصر النظر.
أما ما يفتك بالبنية السياسية لهذين فكثيرة وبعضها مُشترك: نصر الله شارف بحزبه على الإفلاس المادي والسياسي وحتى الديماغوجي. ويبدو في “مونولوجاته” الأخيرة غير قادر على استخراج “الأرانب” من جعبته السحرية كما كان يفعل في السابق، برغم الطباق والجناس اللذين يغدقهما على لغته العربية. أما نتنياهو فيعايش ظل اتهاماته بالفساد والإفساد، ويحاول جاهداً التفلت من غضبة شعبه في ظل الكورونا، دون أن يرى أي نهاية للنفق المظلم تحت ضغوط “ضرّته” في الحكم بيني غانتز الذي “ينتظره على الشوار”.
لكن الإثنين، اللبناني والإسرائيلي، “متفقان” على مسار مشترك هو خراب لبنان، بقطع النظر عن الديماغوجية المتنافرة والتي تُعتبر “عدة الشغل” ليس إلا. إسرائيل ترى في لبنان، وبخاصة المسيحيين فيه، العنصر النافذ بين الدول العربية والمنافس الوحيد إقتصادياً وإعلامياً وسياحياً في حال استتباب السلام. من أجل ذلك ترغب في خرابه قبل هذا الإستحقاق عن طريق إعطاء حزب الله الضوء الأخضر. تدمير المرفأ كان عمليتهما المشتركة. والسؤال هو: من سينتهي بشروره هذه قبل حصول الخراب الكامل؟ لأنه من المؤكد أن التدمير الذاتي للأشخاص أسرع وأسهل منالآ من تدمير الأمم؟ الجواب في نتائج التحقيقات التي يجب أن تستمر ليس محلياً فحسب، بل على المستوى العالمي للوصول إلى أسباب تفجير مرفأ بيروت. وستبقى مقررات ترامب وجنرالاته عمّن وكيف تم الإنفجار، الأساس المعتمد!.
د. هادي عيد