من “ضرّاب الطّبل” إلى “ضرّاب البارود”!
إسرائيل تطلب المزيد من الأسلحة الأميركيّة وتلوّح بتوجيه ضربة استباقية لإيران وحزب الله كقطّ مُحَاصر في الزاوية. وبالتّالي، ألغت “هذه الإسرائيل” الإجازات للجيش استعدادًا للحرب. إستنفرَت طواقمَها الطبيّة ورجالَ الإنقاذ تحسّبًا لأيّ طارئٍ داخل الكيان. وزوّدَت مستشفياتِها ودوائرَها الرسميّة بواسائل اتّصال عبر الأقمار الصّناعية وبمخزونٍ احتياطيّ من الوقود.
روسيا تخرجُ عن صمتِها بعد اغتيال إسماعيل هنيّة وتزوّد إيران بأسلحتها الوطنيّة_”البلدية”.
أليمن يردّ عسكريًا بانتظار ردّ إيران وتل أبيب تُعلنُ حالة الطوارئ وأميركا تحرّك أسطولَها.
أمّا لبنان، فيحضّر لاحتفال لوائل كفوري قاهرُ قلوب “العوانس” ولماراتون سباق دعمًا لحقوق المرأة التي لم تتمكّن من حصولها حتّى هذه الساعة على حقوقها لا في لبنان ولا في العالَم كما يجب (حتّى في أميركا وأوروبا). والأهمّ بالنسبة للبنانيين هو التحضير لبيوت المونة في البلدات من صابون بلدي ومكدوس وبابا غنّوج وزيت زيتون وأقدارٍ من الهريسة والفتوش و”ضرّاب الطّبل” فيما العالم على فوهة بركان محموم.
كانت في الحقيقة منطقةُ الشرق الأوسط تسمع عن الصّفيح السّاخن وبرميل البارود، وتتداول الحديث عنه في صالوناتِها ومطابخها، أمّا اليوم فقد جَلَست عليه. فالأيّام والليالي والميدان تعبت من وضعيّة التّأهّب والجيوش استُنفرت من دون مواعيد والمنصّات الصاروخية استقرّت عند مرحلة الإنطلاق مع وقف التنفيذ. “عَجَلاتُ” معامل السلاح لم تعدْ تستوعب وبالتالي “عَجَلات أدمغة” قوّاد الحروب لم تعدْ سليمة. أُصيبَ العالَم بعُطب الحرب القادمة، فكانت الانهيارات في الأسهم المالية حول العالَم بسبب سهام الشرق الأوسط التي أردتها بخسارات صدّعت هيبة “وول ستريت” Wall Streetولطّخت سمعة بورصات عالمية والتي انخفضت إلى أدنى مستويات لها منذ العام 1987. وقد أُطلقَ على نهار الإثنين 5 آب 2024، “وصمة إثنين العار”، وهو عارٌ على أوثان السياسة العالمية، والتي بدأت تداعياتُه من قلقٍ أميركي طال الوظائف والبطالة، ثمّ جاء قلقُ الحرب ليدمّر أسهمَ الأسواق. ومن هنا ستندفع صواريخ الشرق نحو “كرخانات الغرب” لمجرد انهمارِها على دول الشرق الأوسط. وها قد بدأت دول عربية كالأردنّ ومصر تستجدي إيران وميليشياتها العودة عن هذه الضربة التي ستُشعلُ براكين كانت نائمة لعقود.
وفي المقابل، قالت هآرتس نقلاً عن ديبلوماسيّ غربيّ إنّ “جهودَ التّهدئة فشلت مع إيران ونتوقّعُ ردًا خلال يومين وتبادل الضربات لأيّام في المنطقة”. وتوازيًا، صادقت أميركا على إرسال شحنة قنابلَ لسلاح الجوّ الإسرائيلي وتزن الواحدة منها نصف طنّ. وإذ تتبع إيران نظام التشويق الحربيّ مع إسرائيل، فإنّ ردَّ حزب الله دَخَلَ عِلمَ التّشريح.
إدمون بو داغر