موعد الحق!
أيّها الانحدار المستبدّ المتساقط علينا من كهوف الجاهلية والانحطاط، حاملاً معك أمجاد الحقد وأوسمة البغض تسطّر على صدورنا البيضاء نزعاتك البربريّة، وفي اعتقادك انك قلبت الموازين وقتلت الحقيقة وشربت من نفوسنا النقيّة ألوان الربيع.
أيّها الانحدار المستبدّ الزاحف على القرية الوادعة كالجراد الجائع تبصق لهاثك الفاجر على قرميدها المتلألئ حقداً وتعصّباً وحولاً وأقذاراً، لتوقظ الوحش وتتلذّذ بسحق الضمير.
أيّها الانحدار المستبدّ يا عنكبوت الأيام السود لن نتهاوى على الارض الجافة رغم كل حفاري القبور لأن ذلك النور المشعّ ايماناً من اهداب السنابل وأنفاس الياسمين قد رسخت جذوره في أعماقنا محبة ورسمناه على جبيننا وأجسادنا تضحية، انه الصمت الكبير الذي يطلّ منه موعد الحق رغم العواصف الجارحة، رغم كل مسافات الزمن.