ميقاتي وحريري وجهان لعملة واحدة!
من يجول في كواليس القرار الغربي، يلتمس فشل المسؤولين اللبنانيين وتدحرج صورتهم علميا، ويتأكد من حتمية سقوطهم.
عندما تربّع الحريري الصغير على عرش الحكومة ملكا نتيجة اغتيال ابيه، لم يكن أحدا يتكهن انه منذ اللحظة الأولى سيبدأ مساره الانحداري. وعندما انتشله الرئيس الفرنسي من القعر وأعاده الى السلطة، لم يكن يدرك انه سيسقط من جديد بسرعة البرق ليدخل في مزبلة التاريخ.
ومن بعد الحريري حظي الميقاتي بدعم بل أمل دولي مشابه بعدما تلاعب بالجميع، ومن بينهم صديقه مصطفى اديب، لكنه اليوم في منتصف الطريق بين التدحرج الهادئ والسقوط الافقي، بعدما أدرك الجميع انه ليس من المستوى المرجو بل الوجه الثاني للعملة نفسها.
النجيب أضعف من السعد لكنه أذكى. فالأول أفلس من سوء ادارته، فيما الثاني يزداد ثراء ويبعد الخطر عن محاسبته، وباقي تجار الهيكل، بتحميل الشعب اللبناني كامل الخسائر التي نتجت عن سرقاتهم.
اما البنك الدولي فهو محتار بين ترك لبنان يحتضر، والتعامل مع الشياطين الذين يتحكّمون بمصيره.
ادارة المرفأ “وحاويات المقاومة”!
ربحت احدى الشركات العالمية ادارة الحاويات في مرفأ بيروت، وهي فرنسية الهوية ولبنانية المنشأ تعتبر من بين الاكبر عالميا.
لن ندخل في الروايات حول شفافية المناقصة، الأمر يعود لمؤسسات الرقابة، لكننا نرى ان شركة من هذا المستوى تدعم بقاءنا على خريطة المرافق المتوسطية التي تشهد اليوم تنافسا شرسا، حيث تجهّز روسيا والصين مرافئ سوريا، وتهيئ اسرائيل مرافئها للسيطرة على خطوط الملاحة البحريّة والبريّة، بديلا عن بيروت التي كانت ولا تزال نسبيا بوابة الشرق.
هذه الشركة العملاقة قادرة على مواجهة المضاربة والتحديات التي تنتظرنا في المستقبل القريب، وإعادة لمرفأ بيروت دوره الريادي متوسطيا وعربيا. على امل الا يفسد المافيويون الأمر بخزعبلاتهم ويتركونها تعمل بجدية.. بدءا بإيجاد حل “لحاويات المقاومة” التي لا رقابة عليها ولا من يحزنون!
جوزف مكرزل