مُستعبد لـ”جزمة” المتزعّم!
بات مؤكّدًا أنّ الشعبَ اللبنانيّ بغالبيّته السّاحقة هو أفسد من هذه “الكَوْمَة” من “سَنَام البَعير السياسيّ” المُلتصقة على كراسي السّلطة. شعبٌ يرشو أصحابَ محطّاتِ الوقود ويرتشي للتّزاحم لتعبئة خزّانات سيّاراته ولتخزين “جالونات” Gallons من البنزين والمازوت في مستودعات مساكنه. و”الأنكى” هو ازدحام الشّعب وبإذلالٍ طوابيرًا أمام محطّات الوقود وبذلك يقدّمون ذريعة لمافيات النّفط للتّمادي أكثر في الإحتكار الأغشم، وفي إذلال شعبٍ كان أبيًّا.
بات مؤكّدًا أنّ جزءًا من الشّعب هو مُستعبَدٌ حتّى “السُّحَالة” والإمّحاء لـ”جزمة” المتزعّم القذرة مهما علا، _عفوًا_ انحطّ وسَفُلَ شأنه؛ شعبٌ يُقالُ عنه أنّه كان من مصدّري الأبجديّة والعلوم لأوروبّا وأميركا التي كانت قابعة في غياهب الجَهل والتخلّف، غيرَ أنّ الآية انقلبت وغدا مُعظمُ اللبنانيّين مصدّرو ومرّوجو فسادٍ واعوجاجٍ وانحرافٍ وبَذاءَةٍ وجُنوحٍ وسَفَاهة وفُجورٍ ودَجَلٍ وكَذِبٍ وإنتانٍ وشرّ وأذىً وما رادَفَ ذلك نقرأه ونشاهده عبر الإعلام وفي الشّارع. والأفظع من كلّ ذلك وما يُدمي القلبَ هو أنّ اللبنانيين بغالبيّتهم السّاحقة وأمام كلّ ما حدث ويحدث من إثمٍ سياسيّ واقتصاديّ واجتماعيّ لا يزالون في بيوتهم يحافظون على نقاوة جباهمم ونعومة أناملهم كي لا ينغمسوا في انتفاضات وثوراتٍ قد تُحصّل لهم شرَفَهم وشرف أبنائهم وأحفادِهم “المدعوس”، أمّا إذا ناداهم الزّعيم الأثيم، فيُطيعون كالخواريف.
باختصار، من كميل شمعون إلى ميشال عون، لبنان من “سويسرا الشّرق” إلى “قندهار الشّرق”، حقيقة لا يجب طمسُها. رئيسٌ مأخوذ بالألقاب، إذ يقوم مُلازمه شادي ابراهيم بطرد الزميلة ليال سعد لأنّها سمّت الرئيس باسم عائلته أي “عون” والتي من المُفترض أن يفتخر بها، وهو الذي قدّم مشروعَ قانونٍ في السّابق لإلغاء الألقاب، ولكن السّؤال: هل بهذا العمل عاد الوقود إلى المحطّات والأدوية إلى الصيدليّات أم انتظم سعر الصّرف؟
إدمون بو داغر