نداء إلى شباب الحراك…
أعزائي شباب الحراك، شابات وشبان،
أناشدكم القيام بما لم يقم به الآباء والأجداد، وأن تتذكروا على الدوام المثل القائل «ما حَكَّ جلدك مثل ظفرك فتولى أنت جميع أمرك».
أنتم تصنعون ما عجزنا عنه لعقود. أنتم تسعون لبناء وطن يُمثل طموحاتكم وأحلامكم ومستقبلكم، بينما نحن تخاذلنا، وتمادينا في الخنوع، وأصبحنا عبيداً لحُكام أمعنوا فساداً وطغياناً، وِجرِّوا البلد إلى قعر الهاوية السحيق.
كبّلونا بسلاسل العبودية من الطائفية والمذهبية والمناطقية والزبائنية، بحيث وصلنا إلى قناعة أنه إذا كان زعيمنا وعائلته وزمرته وزبانيته بخير فنحن بخير! فحاذروا الوقع في الفخ المُميت الذي وقعنا فيه!
انتفاضتكم اليوم كانت حُلمنا بالأمس لكننا تقاعسنا عن تحقيقه، أما أنتم فانتفضتم بِوجه الطغمة الغاشمة الفاسدة، عزّلاً إلا من إيمانكم وتمسككم بحقوقكم. أنتم وقفتم وتقفون بصلابة بِوجه هذه السُلطة، ولا بد أنكم ستحققون عاجلاَ أم آجلاً حلمكم وحلمنا، بتوفيق من الله.
أيها الشباب المنتفض، أنتم قادة هذا الحراك والمؤتمنون عليه، وهذه فرصتكم الوحيدة للخروج من النفق المظلم وتأمين مستقبلكم، وليكن مطلب تغيير سن الاقتراع إلى 18 عاماً على رأس مطالبكم، كي تتمكنوا من تشكيل لبنان الغد على صورتكم، وبقدر آمالكم ومصالحكم.
نأمل أن تتفادوا تكرار أخطائنا القاتلة، وأن تكونوا أكثر نضجاً ووعياً واستعداداً وصلابة، وأن تكونوا يداً واحدة، وأن لا تساوموا إطلاقاً على مستقبلكم.
عبد الفتاح خطاب