نشيد بكركي !
إعلان دولة لبنان الجديد !!!
… الوفاق الوطني محوطٌ بسور، شأنه في ذلك ، شأنُ سائرالمناطق اللبنانيّة، ولكن بعد السابع عشر من تشرين الأول، لمْ يبقَ لهذه الأسوار من فائدة، حيث بدأت الخلافات تبني مراكزها خارج السور، فانقسم الوطن إلى قسمين: وطن السياسيّ العريق، وفيه الأماكن الآمنة، المكللّة بالفساد والمراوغة؛ ووطن المواطن، حيث الحياة الحزينة، والأبنية الفارغة، التي تسكنها العنصرية والطائفية…!
وصلنا إلى الهاوية للأسف الشديد، ولا تزال أيادي المتفرجين تصفق بحماسة. الوقوف عن يمين الموقد ، ليس كالوقوف عن يساره، النار متأجّجة والتصفيق يصدح ويمرح ، بينما لا يحتاج الواقع إلا إلى وقوف دقيقة صمت على ما تبقّى من هذا البلد الدامع.
الخطاب الحقيقي هو الذي يخرق الأذهان وليس الآذان، الخطاب الحقيقي يحفر المكان والزمان، الخطاب الحقيقي يحاسب كلّ مسؤول عمّا اقترفت يداه من مآسٍ بحق كل مواطن مقهور.
هذا هو الخطاب الحقيقي الذي أراده الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، خطاب أجّج النار ” الخلاصيّة”، صادحًا بأنغامها من بكركي إلى أرجاء لبناننا.
أين أنتم من المجتمع الدولي الذي ناشده سيّد بكركي، بعدما أصيب بالخيبة الداخلية؟ فما هي مطالب خطابه ؟ أليست:
حقوقنا المهدورة؟!
التعايش اللبناني؟!
كيانيّة الوطن؟!
التوافق السياسي؟!
احترام المرجعيات الدينيّة؟!
أليس مختصره السلم والتفاهم والاستقرار، ومطلبه الأساس .. الحياد؟!
كم استغرقت هذه الكلمة “الحياد” من مجلدات تفكيريّة، ومصيريّة قبل أن تنشرها بكركي إلى العلن!!!
التواضع يصنع المعجزات، ولولا تواضعها لما استطاعت مواجهة أعداء لبنان بحنكةٍ حياديّةٍ خلاصيّةٍ من قبل الاستقلال حتى يومنا هذا.
خطاب بكركي التاريخي سيزرع بذور الحياد في عقول جميع المسؤولين، وستنبت أزهاره مع قدوم الربيع، وستزهر مع إعلان دولة لبنان الجديد!!!
عشتم وعاش لبنان.
صونيا الأشقر