نهاية عهد أم عهد النهاية؟!
في 13 تشرين 1990 أطفأ رئيس حكومة العسكريين الضوء في آخر غرفة مضاءة في “قصر الشعب” ولجأ إلى السفارة الفرنسية! وفي 31 تشرين 2022 لم يبقَ في القصر ولا غرفة مضاءة فغادره ساكنه إلى الرابية تحت أضواء الشاشات وعلى وقع أبواق السيارات وهتافات المناصرين وشتائم المناهضين!.. في 23 ايلول 1988 لم يدخل القصر على ظهر ملاّلة مع أنه رجل عسكري لكنه خرَج منه وهو في داخلها! في 31 تشرين 2016 عاد إليه بتفاهمات وتسويات ومساومات.. وبعد فراغ طويل! ليغادره في 31 تشرين 2022 لا مسلّماً رئيساً جديداً بل فراغاً مديداً ما بعده فراغ! وما قبله فراغات اقتصادية ومالية ومعيشية وصحية..! لا يتحمّل وحده المسؤولية عمّا آلت إليه أوضاع البلاد وأحوال العِباد! فهي تراكمات عقود وعقود! لكنه أضحى شريكاً مضارباً في العقدين الأخيرين! بماعية الصهر السلطان! دفعَ فيها اللبنانيون الأثمان! في دولة “الكيفمكان”! وسياسة الهات وخود خود وهات! وفي ظل المافيات والكومبينات والصفقات! هو قال أن التاريخ سينصفه! لكن التاريخ لن يكتب أن الإنهيار حصل في عهد بري أو الحريري أو ميقاتي أو جنبلاط أو جعجع أو غيرهم! بل سيذكر أن كل هذه الإنهيارات وقعت في عهد عون! لقد حمّلوه كل الأوزار بتواطؤ بين هذا وذاك الآذار! ليرحل هو بالإنكسار ويبقوا هم في الدار! ويجلس المواطن كالعادة على خازوق على وزن أيار ويقع الوطن في قعر المهوار! لقد اعتبرها البعض نهاية عهد وأرادها البعض نهاية للعهد!.. لن يقوم لبنان إلاّ عند بداية عهد النهاية! نهاية الطبقة الحرباية! بكل ألوانها وتلاوينها! هذا إذا استفاق الشعب النائم وانتفض بوجه الطاقم الغاشم!… في 31 تشرين 2023 وبعد عام على الفراغ المتمدّد وتراكم الغَيم المتلبّد وتصاعد الخطر المتجدّد، يبدو أنها ليست نهاية عهد ربما تكون بداية عهد النهاية! أو نهاية الجمهورية!
انطوان ابوجودة