نودّع ونستقبل ونستمر …
تحية لبيروت بطلة هذا العام، أم الشهداء والثورة الصامدة بوجه كل من يحاول قتل لبنان.
هذا العام كان من أصعب الأعوام على لبنان وشعبه تعلمنا منه الكثير لكنه استنفذ منا الكثير. كان عاما مليئا بالخسائر لكننا بالمقابل ربحنا الكثير. صحيح أن العالم بأجمعه حاول مساعدتنا وهو اليوم منكفئ لكننا لن نستسلم على الرغم من حقارة من يحكمون علينا ولن نغادر مع ان ما من محفزات للبقاء.
نودع عام الجراح ونستقبل عاما مجهول الأحداث بقوة وعزم وفخر الانتصار في حرب ما تزال في بداياتها بين جيل ثائر ووفي للوطن والدماء ومجموعة دجالين وقحين رفسهم العالم وبصقت عليهم مزبلة التاريخ.
من أجل كل جندي ومحارب باللحم الحي في القطاع الصحي واجه ويواجه أقسى المعارك بوجه وباء فتاك ومجازر وجرائم أفتك وتسرق المساعدات والأموال الداعمة له قبل أن تصل إليه ولم يستسلم.
من أجل كل حامل شهادة لم يجد عملا فتطوع لانقاذ أهله في الوطن من آثار مجازر سفاحي المجالس. من أجل ايادٍ صغيرة انتظرت هديّة بابا نويل لكنه لم يأتِ. من أجل أمّ ذهب ولدها ولم يعد ما زالت تنظر الى صورته منتظرة.
من أجل كل من شهدوا وكشفوا حقائق فمدّت أيادي الغدر الوقحة سلاحها بوجههم وقتلتهم من دون أن تخشى قانوناً أو قضاء.
من أجل كل من فقد عضواً من أعضائه لأنه في 17 تشرين آمن بالحلم وأحبّ لبنان وسعى الى انتشاله من بين أنياب الفاسدين الجبناء بكلّ شجاعة.
من أجل من لم يغادر حتّى اليوم ولم يستسلم على الرغم من كل الظروف. من أجل جنى عمرنا الضائع، وحقنا في التعلّم، ودور المرأة الفاعل وحقوقها، ورغبتنا بالخروج من قوقعة الطوائف، 2021 استعدي للمواجهة!
اليانا بدران