هالسيّارة …
ما بُني على باطل فهو باطل، وباطل، ثم باطل …
«صُنع» هذا الوطن الصغير بمقادير وحسابات وخلفيات معيّنة معقّدة، وفي ظلّ تشابكٍ بين المصالح الداخلية والإقليمية والدولية … وفي كل مرّة تختل فيه تلك العوامل والحسابات، كان لبنان يدخل دوامة من الأزمات الواحدة تلو الأخرى، وفي خضمّ كل أزمة كان الوطن يقترب من حافة الهاوية والانفجار الكبير.
اليوم، لم يعد مسموحاً التسويف، ولم يعد ممكناً «التسكيج» والترقيع عبر لقاء من هنا وتسوية من هناك، ولم يعد جائزاً التلاعب بمصير البلد والناس.
اليوم، لم يعُد مجدياً البحث عن حلول وتوجيهات وخرائط طريق و«نصائح» من الخارج.
اليوم، (وبالاعتذار من الرحابنة والسيدة فيروز) لم يعُد مستساغاً أن نُردد «هالسيّارة مش عم تمشي … بدنا حدا يدفشها دفشة»!
اليوم يوم الصدق والوعي والحكمة، وقد آن الأوان كي يُعلن كل طرف ما يُخفي ويُضمر، وكي يطرح كل طرف ما عنده «عالمكشوف» بكل شفافية وصراحة ودون مواربة.
أيها السّاسة يكفي كذباً وتكاذباً طوال عشرات السنين … اكشفوا جميع أوراقكم المخفية، فإما الوصول إلى حلّ داخلي عن قناعة وتصميم، وإلا فعلى الوطن وشعبه السلام!
عبد الفتاح خطاب