هذا الخبز من ذاك العجين!
مسائيل كانوا أم مسؤولين، سياسيين أم متسوّسين، وزراء أم مستوزرين، نواب أم مستنوبين، رؤساء أم مسترئسين، زعماء أم زويعميين، متزعّمين أم مزعومين، قضاة أم متقاضين، رجال دنيا أم رجال دين، عسكريين أم أمنيين، موظفين أم مديرين، كتبة أم فريسيين، إعلاميين أم مخبرين، صرّافين أم مصرفيين، مضاربين أم ضرّابين، بائعين أم مشترين، كذّابين أم منافقين، حكّام أم متحكّمين..! كلّهم مع إقالة الحاكم لكن لا أحد يقيله! كلّهم مع تنحيته لكن لا أحد ينحّيه! كلّهم مع محاكمته لكن لا أحد يحاكمه! كلّهم مع إيقافه عن العمل لكن لا أحد يوقفه! كلّهم مع محاسبته لكن لا أحد يحاسبه! كلّهم كانوا معه! فأصبحوا كلّهم ضده! يقول المثل “وقعت البقرة كتروا السلاّخين”! كلّهم أضحوا “سلاّخين” وهم كذلك منذ عقود السنين! معه سلخوا جلد المواطنين متكافلين متضامنين ومتواطئين! هم الطرابيش مركّبين وهو يتلاعب بالكشاتبين! أرادوه كبش محرقة بالدولار والبنزين ليخرجوا متبرّئين متنصّلين! ليعودوا ويتحكّموا برقاب المساكين وينهبوا من جديد اللبنانيين! وكأنهم لم يسطوا على أموال المودعين! هي نفسها حكاية السارقين فهذه الأموال من جيوب الكادحين! وهذا الخبز من ذاك العجين!
انطوان ابوجودة