هل تدخل السعودية من البوابة الفرنسية؟!
اجتمعت فرنسا والولايات المتحدة رسميا حول وجوب انقاذ لبنان، وتفاهما على سبل تحقيق هذا الهدف رغم تقاعس المسؤولين اللبنانيين. كان تصنيف “حزب الله” السبب الأساسي لتعثر الاتفاقات الثنائية السابقة، ورغم ثبات كل فريق على موقفه توصلا الى قاسم مشترك يقضي بإعطاء فرصة حقيقية للمبادرة الفرنسية بتوكيل أميركي.
تلاقت السعودية مؤخرا مع الأميركي حول ضرورة دعم المبادرة الفرنسية ووعد وزير خارجيتها في لقاءات مع الطرفين ان يكون شريكا فاعلا في الجهود المبذولة لإنقاذ لبنان.
لم يتفق الفرنسيون وشركاؤهم حول اعتبار “حزب الله” منظمة إرهابية ام لا، لكنهم توافقوا على تفادي السلبية كون الحزب قادر على تعطيل القرار. علما ان الاميركيين يعتبرون هم أيضا ان للحزب وجود سياسي أساسي وتمثيلي في لبنان، بمعزل عن اعتراضهم على جناحه العسكري.
اما بعد.. فالضغط المشترك لن يقتصر على تشكيل حكومة فقط، بل على فرض المسار الذي يجب ان تتخذه لبدء مسيرة النهوض.
نصرالله لو أراد!
شاء امين عام “حزب الله” السيّد حسن نصر الله ان يكون إمام السياسة اللبنانية، ومرشدها بإطلالاته التلفزيونية الدورية، وهو قادر على فرض ما يريده على الجميع وبالأخص الحريري الصغير، والضغط لتشكيل حكومة. لقد أعطاه الرئيس الفرنسي فرصة، كما غيره من المسؤولين، للقيام بواجبه وانهاض لبنان. وكان ربما الوحيد القادر على تلبية النداء، لكنه غسل يديه كما باقي الزعماء ضاربا بعرض الحائط المبادرة الإنقاذية. وتبين لاحقا ان سياسة الممانعة هذه فشلت، وعاد العالم الى مبدأ حكومة محايدة.
الملامة على “حزب الله” انه تفانى من اجل انقاذ سوريا الأسد ولا يحرّك ساكنا لإنقاذ لبنان الذي يغرق. ولا يظنن أحد انه بالإمكان انقاذ فئة ما دون غيرها، فعندما يتهاوى الهيكل يسقط على رؤوس الجميع، والشيعة كما السنّة والمسيحيون والدروز في مواجهة الخطر الوجودي نفسه.. فلا ولاية الفقيه ممكنة ولا لبنان السنّي ممكن ولا غيره من اللبنانات التي يروّجون لها إعلاميا..
يمكن انقاذ لبنان بمن فيه لو أراد القدير، ليس الذي في السماء بل على الأرض. وما اكثرهم في بلد يؤلّه فيه الشعب زعماءه ويسوّق الالهة.
جوزف مكرزل