“هَيكْ انْتخابات، بَدا هَيكْ بَرْدات”!
… كفانا أكاذيب ووعودًا فارغة، كفانا تهميشًا وخطبًا تُزرع، ولكن حصادها بعيد الأبعاد والآمال.
واقعنا الانتخابيّ اليوم يذكّرنا بحكاية الملك والحارس.
ذات يومٍ، عند رجوع الملك إلى قصره منهكًا، حيث كانت ليلةٌ شديدة الصّقيع، ومع دخوله إلى القصر، رأى حارسًا من حرّاسه عجوزًا واقفًا بملابس رقيقةٍ، فجأةً اقترب الملك منه وسأله: ألا تشعر بالبرد يا إيّها الحارس العجوز؟ ردّ الحارس بعبارةٍ ضعيفة: طبعًا، أشعر بقساوته، ولكنّ واجبي تجاه عملي يفرض عليّ أن أتحمّل قساوة البرد، كي لا أموت من الجوع، عندها أجابه الملك: سأدخل القصر الآن، وأطلب من أحد خدّامي أن يأتيك بملابس دافئةٍ، ففرح الحارس عند سماعه بوعد الملك. ولكن ما إن دخل الملك قصره، وأزاح عنه قساوة البرد القارس، ومن ثمّ نسي وعده.
وفي الصّباح كان الحارس العجوز قد فارق الحياة وإلى جانبه ورقةٌ كتب عليها بخطٍ مرتجف: ” أيّها الملك، كنت أتحمّل البرد كلّ ليلةٍ صامدًا، ولكن بسبب وعدك لي بالملابس الدّافئة سلب منّي قوتي النّضاليّة وخطف روحي.
هكذا هو واقع المسؤولين في لبناننا الحزين، وعودٌ، وعودٌ ، وعودٌ… وكلّها وعودٌ انتخابيّةٌ، لكن ما إن تنتهي الانتخابات حتى نرى الشّعب قد فارق الحياة!!!
وما زلنا نعتقد أن لحياتنا ثمنًا في هذا البلد الدّامع؟ ثمننا مدفوعٌ، ومقبوضٌ من قبل زعاماتٍ همّها في الظاهر الحفاظ على كراماتنا، أما في الدّاخل فهي مهدورةٌ وباطلةٌ، وكيف تريدوننا أن نتعامل مع هذا ” الطقم” السّياسيّ المتقلب مثل تقلّب “الحردون” على سطح “أم سعيد” في عزّ كانون، فنراه يقاوم الصّقيع، وعلى الرّغم من ذلك فإنّه يخاف من زمهريره، وتسألون بعد، عن زمهرير السّياسيين الذي باتت برداته تطولنا كلّ يومٍ، ونحن… ” يا غافل إلك ألله.
صونيا الأشقر