“واخبزي يا حنّة بالأفراح”!
كبرياؤهم سيُزيلُهم من الوجود وستكون هذه المرّة حاسمةً جازمةً ولا عودة فيها إلى سابق العهود الصّفراء. كذبُهم كُشفَ وتعرّوا من والوشاح الأخرق الذي كان يستُرُ دَجَلَهم ومَكرَهم لعقودٍ من الزّمن! يهربون إلى الأمام ويُسابقون الحُججَ والذّرائعَ الماكرة التي لن تُفيدَهم بعد اليوم بشيء، وآخرُها اللّعب على وَتَرِ التّدقيق الجنائيّ الذي هو مطلب وطنيّ ولبنانيّ، للتسببّ بمزيدٍ من التّأخير في تشكيل حكومة اختصاصيّين؛ كيف ذلك؟ طبعًا من خلال الجدل العقيم الذي يشتّت عقولَ المواطنين عن مسار البوصلة، وهو إذا كانت البيضة أتت قبل الدّجاجة أو العكس، ويتجسّد هذا العُقم العقليّ والكلاميّ في واقع الحال عبر تشويش جدليّة التّدقيق الجنائيّ قبل تشكيل الحكومة فضلاً عن الاستنسابية في التدقيق هذا. واخبزي يا حنّة بالأفراح!ولماذا ذلك؟ طبعًا، لإرضاء أطماعِ الزّعيم Pikatchu وتأمين مستقبله السياسيّ وحصصه الحكوميّة وتعبيد الطّريق الرئاسيّ له، وبالتّالي تأمين استمراريّته السياسيّة، وذلك على حساب حقوقِ المواطنين الإقتصاديّة والسياسيّة والعيش الكريم، وعلى حساب آهات الأمّهات الثّكالى والعائلات المستورة.
تحوّلت الدّولة اللبنانيّة إلى مأوىً للمُصابين بالخَرَف وهَوَسِ العَظَمَة والنّكايات، ولن يرحَلَ أهلُ الخَرَف عنها قبل “تقبيع بلاط الدّار” واقتلاع الإسمنت وقضم اليابس لاضمحلال الأخضر وبعدها تفجير الوضع الداخليّ أمنيًّا، وها هو التسلّح قد اكتمل، بانتظار ساعةِ الصّفر. وهنا يكمنُ الكبرياء الأغشم، الذي سيُدمّرُ نفسَه بنفسه، وكيف سيكون ذلك؟ طبعًا، لا يُطيحُ القويّ المُستقوي إلاّ قوّة أعظم منه: هلمّوا نستقبل الأساطيل البحريّة (…).
إدمون بو داغر