” وخِبزْ رَحْ ناكُل “!
مشكلة الشّرق الأوسط أصبحت معقّدةً جدًّا كأنّه يُراد من ذلك تقسيمًا للشّرق، إلى أين سنصل بهذه الحالة المزرية، التي لم تعد مقبولةً في ضمير النّاس والوطن، وعلى الرّغم من هذا التّشاؤم غير المرضي في زمنٍ لا يرضاه الإنسان. الكلّ يتكلّم على الحلول التي ستصلنا قريبًا إلى برّ الأمان، فأيّ أمانٍ هذا الّذي نتحدّث عنه؟ بينما المصائب تتكاثر في المجتمع اللّبنانيّ وكأنّ الحياة في مسارها الطّبيعيّ، والحقيقة أنّ المأساة لم تعد مقبولةً عبر هذه الظّروف التي اقتحمت كلّ بيتٍ لبنانيٍّ وكأنّها الآمر والنّاهي، والويل لمن يحاول رفضها بأيِّ طريقةٍ ، حيث نلحظ أنّ العقاب المتعدّد المواهب يلاحقهم من دون أيّ رحمةٍ، وأمام هذا الواقع الشّديد القسوة، والسّؤال الّذي لا بدّ منه، من أين سيأتي الحلّ، ومن قبل من؟ فالحلّ الّذي لا يُتّفق عليه في الدّاخل، فهل تظنّون أنّ الخارج سيجد لكم الحلّ المناسب، بالطّبع لا؟ لأنّ صفة الخارج تبقى للخارج، والخارج لا يهمّه إلاّ ذاته وأنانيّته في حلّ الأمور التي تناسب مطامعه.
وإنّما الأعداء فكثرٌ، أمّا الأوفياء فهم قليلون في الحياة السّياسيّة والاجتماعيّة، وما يُنقذنا في هذه الظّروف هي الحنكة السّياسيّة التي بتنا نفتقدها بسبب عنجهيّة معظم السّياسيّين وكأنّ السّياسة هي ملكٌ لهم، لأنّ عنصر التّجديد الّذي بات يغلي في لبنان بفضل الأدمغة التي أصبح لبناننا بأمسّ الحاجة إليها، إذًا فالمشكلة الكبرى في وطننا العزيز هي أنانيّة معظم العاملين في السّياسة، فنراهم يتمادون بأعمال أجدادهم، فليتهم يتمعّنون بهذه الأعمال، بالطّبع لكانت هذه الأجيال التي تنتظر فرصًا يستطيعون من خلالها أن يبرهنوا عن مهاراتهم المطلوبة تجاه وطنهم وأرضه، والتي تستطيع بعامل ذكائها أن تبرمج مطامع الخارج لمصلحة الدّاخل، لأنّ هؤلاء الأجيال لم يرثوا شيئًا من إرث الماضي!
لذا، وحدهم يجب الاعتماد عليهم في هذه المرحلة الصّعبة، وإلاّ إذا بقينا نستند على الأمجاد الماضية ” وخِبزْ رحْ ناكُل “!
صونيا الأشقر