وضعنا ” الطالع والنازل” !
أيّها السياسيون، في النظم السياسيّة والاقتصاديّة المعروفة لديكم، يرفض الإنسان أن يتحوّل إلى رقم جامد، لأنّه يحاول أن يُبقي فعل التجدّد يثمر في داخله.
إن تحريفاتكم السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والدينيّة التي عيشتمونا بها في لبناننا، هي من أبرز العناصر المُحفـِـّـــزة للرفض والثورة!
أيّها المسؤولون!! إذا فُقِدَ الحوار البنّاء… فُقِدَ الإنسان!
إنّ الظاهرة ” الهيبيّة” التي تغزو أنفسنا، هي في صميمها تعبير عن رفضٍ صادق، وفعل تحررٍ أكيد، متهوِّرٍ في بعض نواحيه، ولكنّه عفويّ وحادّ، لأنّ الهاجس الخلاصيّ الشامل الذي يجمع الثوار في صلب قضيتهم وتَوْقهم لإثبات ذلك الهاجس وتأكيده، هو أيضًا في صميم الرفض الثوروي السليم.
نعيش في لبنان ” الهيصة” الثورويّة، إذا صحّ التعبير “النخوة” الثورويّة التي لن تستكين قبل تأمين لقمة العيش الشريفة المكوّنة من: “لبنان فوق كل شيء”…!
هذه الفترة العصيبة التي تعصف بلبنان، أيقظت الثورة الشهيدة التي عملتم على نحرها. إنّها أكبر منكم، مهما حاول “المصلحجيون” تغيير مسارها ليتاجروا بها وقت “الحَشْرة”!
فوضعكم “الظريف الطالع والنازل والنازل والطالع”، وَضَعَ لبنان “السيد الحرّ الأبيّ المستقل الصامد”… في دوامة أسطوانة الميثاق الوطني المتلوّن مثل الحرباء، ووحدة وطنية غبية لا تدرك مدى غباوتها.
أمام هذا الوضع الرديء الذي تمترست في طريقه الطائفية، والاقطاعية، والعشائرية، والرساميل المنهوبة بالبلف والتزوير من أفواه الشعب، ومن عرق جبينه الطيّب النديّ، ضمن هذا الوضع ” الشارلاتوني” قامت الثورة ضد المسؤولين “اللذيذين”…!
بدأت معالم مقولة إرضاء فلان أو علان أو علتان بالانقراض والاضمحلال. كفانا هرطقة وثرثرة، لقد حان الوقت للتغيير.
صدق ماركس في قوله: “لم يفعلوا غير أنّهم فسّروا العالم بأشكالٍ مختلفة، ولكن المهمة تتقوَّم في تغييره”.
إنما الأمم الأخلاق!!!
صونيا الأشقر